خطوات كتابة الرواية للمبتدئين باستخدام طريقة "الزهرة الثلجية"

 "تجلس مقابلا لوحة المفاتيح لتكتب كلمة وراء أخرى حتى تنتهي، إنها بهذه السهولة، والصعوبة كذلك!" راندي انجرمانسون في كتابه عن كيفية كتابة الرواية بالزهرة الثلجية

إن لم تكتب رواية من قبل فمن الطبيعي جدا أن ترتعب  لمجرد التفكير في إحتمال أنك ستألف رواية كاملة كمبتدئ، لذلك فإن طريقة الزهرة الثلجية أوكما يطلق عليها آخرون (رقاقات أو ندفة الثلج ) ستكون مفيدة لك.

ماهي طريقة الزهرة الثلجية

تم انشاءها من طرف الكاتب والمهندس المعماري الأمريكي الذي يدعى راندي أنجرمانسون وهي عبارة عن منهجية  تشجع على البدء في الكتابة بأبسط الخطوات، إنطلاقا من جملة واحدة تلخص فكرة القصة تتحصل على مسودة جاهزة وصفها 'بالمخطط المعماري' الذي من خلاله تبني معالم روايتك.
كونه فيزيائي في الحوسبة فليس من الغريب أن يستمد فكرته من  هندسة الفراكتال وهو مبدأ رياضي يهتم بدراسة الأشكال الهندسية التي  تنتج من تقسيم الشكل الأساسي الي أجزاء صغيرة وكل جزء عبارة عن صورة مصغرة للشكل الأساسي. واستعمل هذا المبدأ لوصف طريقة نمو قصتك في كل مرحلة من عملية التخطيط.

الخطوات العشر لتصميم الرواية

الخطوة الأولى: كتابة جملة تلخص فيها فكرة القصة

وتعتبر وصف شامل لموضوع القصة تؤخذ كقاعدة للبناء عليها، مثال: القصة عن صياد يتوعد بالإنتقام من حيوان وحشي إفترس ساقه.

هكذا تكون الخطوة الأولى مجرد جملة بسيطة لا تتعدى خمسة عشر كلمة خالية من التفاصيل، ويستحسن في هذه المرحلة: تجنب الخوض في تفاصيل الشخصيات و ذكر الأسامي.

الخطوة الثانية: توسيع الجملة إلى فقرة قصيرة

إنطلاقا من الجملة السابقة أضف تفاصيل من هنا وهناك حتى تتحول إلى فقرة بخمس أسطر ، بحيث يتوجب عليك إضافة العناصر التالية
- الأوضاع الراهنة التي تبدأ منها القصة
- الحبكة التي منها تنطلق أحداث القصة وتنتهي بكارثة ما
- الحبكة الثانية لابد أن تكون أكثر تعقيدا من الأولى
- الحبكة الثالثة التي فيها تتعقد الأمور وتشتد الأزمات
- تحسن الأوضاع والتوصل لحل للخروج من الأزمة.
ملاحظة: هذه الفقرة أشبه بالملخص الذي تجده في الغلاف الخلفي للكتاب، لكن إنتبه إلى أنه يتم فيه ذكر الحبكة الأولى فقط ليجذبك لمعرفة بقية القصة.

الخطوة الثالثة: وصف الشخصيات في صفحة

فحسب راندي انجرمانسون عليك قضاء ساعة كاملة في وصف شخصيات قصتك وصفا عاما يمكنك من التعرف أكثر عليهم قبل استعمالهم في سير الأحداث،  ويتوجب عليك التركيز على هذه النقاط الأساسية:

• إسم الشخصية
• جملة عن مساره في القصة
• ما المحفز الذي جعله يظهر في قصتك؟
• مالذي يريد إنجازه بالضبط؟ (مهمته أو أهدافه)
• العقبات التي تمنعه من تحقيق هدفه
• كيف سيواجه العقبات وما الذي تعلمه ليحقيق ما يريد
• في الأخير فقرة عنه تصف مساره الزمني في القصة من البداية إلى النهاية

  ملاحظة  هامة: وأنت تصف الشخصيات قد تستغرق وقتا وأنت تنتقل بين أسطر الفقرة الأولى التي تلخص قصتك، هذا طبيعي جدا لأن الشخصيات تساعدك على فهم قصتك أكثر، ولا حرج في تغيير بعض التفاصيل في قفرتك حتى تتماشى مع وصفك للشخصيات أو العكس، فهذا هو الوقت المناسب لرمي الكثير من الأوراق اإلى السلة حتى تتفادى ذلك في المراحل الأخيرة وأنت في الصفحة 300.

الخطوة الرابعة: تمديد الفقرة الشاملة إلى صفحة

الآن لديك فكرة عامة عن قصتك وقد تمكنت تقريبا من خلق توازن بين الفقرة الشاملة وأدوار الشخصيات، أنت إذا في المسار الصحيح وبيدك المخطط الذي من خلاله ستبني باقي القصة.

إنطلاقا من تلك الفقرة عليك تطوير كل سطرة لفقرة تضيف إليها تفاصيل عن الأحداث التي ستؤدي لوقوع الكارثة ولابد أن تنهي الفقرة بتلك الكارثة،فتحصل تقريبا على خمس فقرات لتكون الفقرة الأخيرة عبارة عن نهاية للرواية .

الخطوة الخامسة: إنشاء الملفات الشخصية

هذه من أكثر الخطوات متعة بحيث ستتعرف أكثر على شخصيات روايتك وترى أحداثها من المنظور الشخصي لكل منها، وعليك تخصيص صفحة كاملة للتحدث عن الشخصيات الرئيسية ونصف صفحة للثانوية.
وهذا يساعدك على فهم مسار كل شخصية في قصتك ، وخلفيات كل خطوة يقومون بها والدوافع الخارجية والداخلية لتصرفهم بتلك الطريقة.

الخطوة السادسة: تطوير الحبكات

تحتاج لأسبوع حتى تأخذ كل حبكة من الفقرة (في الخطوة 4)  وتصفها في أربع صفحات مستعينا بالمنطق والتحليل من عندك، مازال مسموحا لك بالتعديل على الفقرات الأولى بما أنك قد حصلت على أفكار جديدة وأنت تغزل المؤامرات وتبحث لها عن مسببات وحلول.

الخطوة السابعة: ملفات شخصية أكثر دقة

تكتب مااستطعت من الصفحات للحديث عن شخصيات روايتك، مكان وتاريخ الميلاد  معالم شخصيته ومالذي مر به حتى يتميز بتلك الصفات، ومامشاريعه إهتماماته، هذه المسودة سترافقك كلما دخلت شخصية في مشهد ما، فتجعلها تتصرف وفقا لما كتبته هنا.

 الخطوة الثامنة:  تحويل العمل إلى مشاهد

في الخطوة السادسة حصلت على صفحات لمسار الأحداث، الآن عليك إعطاء مشاهد أقرب إلى الواقع لوصف مايحدث في كل جزء من الأجزاء الخمسة،  بعض المشاهد قد لاتحترم ترتيب الأحداث كما وصفتها في الصفحات، لكن تذكر أنها كانت مسودة لتستعين بها فقط لتحريك المشاهد كما تشاء.
قد تحصل على نسختين من مشهد واحد فتحتار أيا منها تختار، إحتفظ بالإثنين فقد تستعمل النسخة الثانية لاحقا عندما تصل لأعلى مستوايات فهمك للقصة.

الخطوة التاسعة (ليست ضرورية): كتابة قصة من خلال المشاهد

هذه الخطوة قد تبدو مجهدة، ولكنك كمبتدئ قد تستعين بها، وهي سرد القصة لنفسك بالعودة إلى الفقرة الشاملة ودمجها بالإضافات الأخيرة لتحصل على قصة لك، كنسخة من كتابك وق تود إضافة  بعض الخلافات والحركات التي لم تصفها بعد، وقد تطرح بعض التساؤلات وتحاول الإجابة عنها

الخطوة العاشرة: كتابة القصة

بعد شهر من الكتابة والمحو، أخيرا ستستدعي الإبداع الذي بداخلك لتكتب روايتك، في الواقع ستكون هذه أسهل مرحلة تمر بها خلال رحلتك، لأن كل الأدوات أمامك لبدء البناء.

وإن لم تطبق الخطوة التاسعة قد تحتاج إلى لعب دور الناقد هنا بحيث تتفادى الوقوع في التناقضات، أو ربما لم تتطرق لتفاصيل مهمة تفسر حدوث مشكلة ما، فلا بأس بأخذ قلم رصاص وإضافة تلك الرتوشات على شكل فقاعات تخرج من مشهد ما.

وهكذا تكون قد أنهيت كتابة مسودة كاملة في غضون شهر أو شهرين ولم يتطلب منك الأمر بذل مجهود كبير أو رمي الأوراق وإعادة الصياغة من جديد، بل ستشعر أنك في الموضع الصحيح لبداية النشر وقد تكون هذه خطواتك الأولى نحو النجاح.

• المصدر من صفحة انجرمانسون