الذكاء العاطفي من أهم الميزات التي يتصف بها الاشخاص أكثر تأثيرا في المجتمع وهو القدرة على فهم مايفكر ويشعر به الآخرون بحيث يساعدك هذا على التواصل مع المحيطين بك بفاعلية أكبر وتجنب مواقف تدخلك في خلافات مع الناس دون قصد منك فأحيانا تتساءل مالذي يجعل الناس ينفرون منك فجأة وأنت لم تتصرف بسوء ولا تدري مالذي يسبب ردات فعل عدائية منهم ! لذلك عليك مراجعة تصرفاتك وفهم نفسية الآخرين لتصبح ذكي عاطفيا وتتجنب عبارات يستعملها من هم أقل ذكاء في تعاملاتهم اليومية، ستتعلم معنا اليوم كيف تستبدل تعابير كنت تعتبرها عادية أو لابد من التلفظ بها بعبارات توحي للناس أنك تتمتع بذكاء عال في فهم احاسيسهم وطريقة تفكيرهم .
1- الحكم على حالة الشخص
عندما تلتقي بصديق لك او زميل بالعمل فتلاحظ أن شكله لا يبشر بالخير ثم تقول له بأنه يبدو مرهقا ووجهه مصفر وعينيه منفختين، لا يوجد شخص في العالم يود سماع هذا الكلام فمهما كانت نيتك حسنة فثق بي سوف يساء فهمك بلا شك ! ثم إن تعليقك هذا لن يزيل تعبه الذي سببته ساعات نوم غير كافية ولن يعوض ساعات من التأمل والاسترخاء في حمام دافئ، ببساطة كلامك لن يفيده في شيء بل تخلق هالة من السلبية تجعله ينفر منك، قد يكون صديقك هذا يمر بفترة صعبة في حياته او ربما ضروفه لاتسمح له بالاهتمام بمظهره فعوض ذلك قل:
البديل : " هل انت بخير، هل كل الامور تسير على مايرام ؟ " سؤال يفضي باهتمامك لاحواله النفسية والصحية، فبدل الحكم عليه من شكله انه يبدو متعبا فلتطمئن عليه أولا، وهكذا تفتح له الباب للحديث عن ظروفه واخبارك بما يمر به ربما فقد شخصا عزيزا أو فقد وضيفة او مشكلة عاطفية...ايا كان
3- تعاليق مبالغ فيها
عندما تبالغ في ردة فعلك اثناء لقاء مع صديق انقص وزنه او زميلة بالعمل قامت بتبييض اسنانها أو قريب حصل على جسم رياضي فأنت تشعره بأنه كان من قبل ضائعا واسلوب عيشه خاطئ ولايتمتع بالذكاء الكافي لتغيير ذلك باكرا، كأنك تقول له: وأخيرا صرت انسانا، يا الهي مرحبا بك في عالم البني آدم! ينزعج الكثير حيال تعاليق الانبهار هذه خاصة فيم يخص شكل اجسامهم أو تخلصهم من عاهة كانت تسبب لهم الاحراج فهم الأدرى بما مروا به، وكل مايتمنون حدوثه هو شخص ما يلاحظ ذلك ويتعامل معه بشكل طبيعي.
البديل: عوض ذلك قل " مشاء الله تبدو في صحة جيدة، او وجهك مشرق اليوم، او ابتسامتك حلوة كالعادة، او هل تتابع حمية صحية؟ هل تتابع برنامجا رياضيا؟ اود ان تخبرني عن برنامجك الغذائي " شيء ما له علاقة بالحديث اليومي الخالي من الانبهارات والمبالغات.
4- حظ سعيد
لا تقل ابدا حظ سعيد لشخص يتقدم لمسابقة دكتوراه، او مقابلة عمل، لا تقل حظ سعيد لشخص ينوي التقدم لخطبة فتاته، لا تقل حظ سعيد لطالب لديه امتحان، هذا الكلام رغم انه عادي ليس فيه اية نية سيئة ولا سلبية فيه إلا أن الاذكياء لايستعملون هذه العبارات ابدا فأنت هكذا تشعر الشخص أنه ليس به اية مؤهلات تجعله ينجح او لا يتمتع بالذكاء حتى يتجاوز تحدياته.
البديل: قل عوض ذلك " إن شاء الله رح تنجح، انا اعرف انك انسان ذكي، او انت لها!! بإذن الله سيتم قبولك، أو انا أثق في قدراتك، توكل على الله وثق بنفسك..." شيء ما يحفز قدراتهم ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويبعث فيهم طاقة ايجابية تفيدهم
5- انت حر، أنت أدرى
عندما يستشيرك احدهم في مسألة مهمة ويريد أخذ رأيك فتجيبه بشيء مثل: انت حر، اختر ما شئت!
يشعرهم هذا الرد بأنك لاتبالي بقراراتهم ولاشأن لك فيهم، كأنك بطريقة غير مباشرة تقول لهم: ومادخلي انا فيكم؟ ولم تسألني... لا يتحدث الاذكياء بهذا الاسلوب فالشخص عندما استشارك يريد منك وجة نظر، اهتمام، نصيحة .. من غير الائق الرد بهذه القساوة غير المتعمدة حتى لو انك لم ترد التدخل في شؤونهم لأنك ربما تخشى ان يحملوك مسؤولية نصيحتك في المستقبل اذا مافشلوا، فهناك بديل لذلك
البديل: عوض ذلك عليك اسداء نصيحة بطريقة لاتورطك في المستقبل وذلك بجعلهم هم يختارون الانسب لهم قل " والله انا ارى أن الخيار رقم واحد فيه مميزات كذا وكذا، والخيار رقم 2 فيه مميزات كذا وكذا وانت خذ ماترتاح اليه اكثر لأنك ادرى مني بضروفك وامكانياتك " وهكذا تكون قد اسديت النصيحة بكل موضوعية وجنبت نفسك الوقوع في فخ المحاسبات وفخ الامبالاة .
6- حبيبك أناني ومتعجرف !
يقع العديد منا في هذا الخطأ وخاصة البنات عندما تأتي اليكي صديقتك لتشتكي عن خطيبها او حبيبها وتخبرك بأمر انفصالهما وحتى تواسينها تبدئين في ذكر مساوئ شريكها بلا توقف " كنت اعرف انه متعجرف، الاناني لم لاتزالين معه، هو كذا وكذا من انواع السب والشتم" فتعطين انطباعا سيئا بأنك تحتقرين ذلك الشريك الذي قد يكون وربما لا يزال عزيزا عليها مما يزيد من عمق الالم ويسبب لها التحطم كما أنك تهينينها هي ايضا دون أن تشعري بأن ذوقها كان سيء جدا في الرجال والنوع الذي تحبه بايخ وزبالة ...
البديل: ان تتجنبي اهانة شريكها وتقولي " هو الخسران " أو " للاسف هو لم يعرف قيمتك" هكذا في المستقبل ان حدث وأن تصالحا على الاقل تكونين قد اعطيت انطباعا محايدا عن ذلك الشريك الذي قد يصبح زوجها وابا لاولادها وتحتفظ هي بنظرتك الحسنة عنه وليس العكس.
7- تبدو أصغر من سنك
قد نتفق لحد ما أن هذا التعبير يبدو إطراء ومجاملة عفوية للشخص الذي يبدو اصغر من سنه، لكن في الحقيقة عندما تبالغ في ردة فعلك وتفتح فمك عن آخره لما يخبرك بأنه ستين سنة او سبعين "ستين؟ مستحيل، لا لا مستحيل !!" مررت بمواقف كثيرة مثل هذه ولاحظت أن الشخص الممدوح قد يبتسم لكنه لايرتاح لهذا التعبير ابدا لأنه دوما سيرى سنه عائقا له مهما حافظ على صحته وجمال جسده وأنت بجهل منك تضل تخبره بأن الشيوخ في الستينيات قد ولى زمانهم والعكازة لاتفارق ايديهم المرتجفة من الباركنسون، علينا جميعا أن نفهم بأننا نعيش حاليا زمنا متفتحا عما عاشه اجدادنا ومفهوم السن والرشاقة والجمال قد تغير ليشمل كل الأعمار ثم إنه لكل شخص اسلوب حياة مختلف عن غيره فدعونا لانجعل الأمر يبدو شاذا أو غريبا يضع الناس في احباط شديد بسبب سنهم.
البديل: كما ذكرنا في النقطة السابقة عن المبالغة في ردة الفعل عليك دوما أن تمدح اسلوب عيشه وطريقة اعتناءه بصحته وجماله، وتعبر عن اهتمامك بالرجيم الذي يتابعه او الاكل الصحي الذي يجعله يبدو اكثر حيوية ونشاط.
8- بيتك نظيف
عندما تحل ضيفا على أحد تجنب الحديث عن نظافة بيتهم أو اكثار الحديث عن تفاصيل صغيرة في الديكور والأثاث خاصة إن لم يكن قريبا جدا منك ليفهم قصدك ويحسن الضن بك، كن أذكى من أن تظهر في صورة شخص متطفل يدقق في كل التفاصيل هذا سيشعر من يضيفك بأنك ثقيل وتلاحظ كل شيء ومستعد لانتقاد كل زاوية في بيته فيتوتر وينتظر بفارغ الصبر رحيلك عنه.
البديل: عوض ذلك يمكنك بكل بساطة تجاهل الحديث عن نظافة البيت أو جمال الديكور والدخول في صلب الموضوع الذي أتيت من أجله، أو الاكتفاء بمجاملة عامة تشمل البيت ككل بالقول " بيتك جميل مشاء الله، أو الله يباركلك في رزقك، منزلك واسع مشاء الله " وهذا لايجعلك تبدو متطفلا بل العكس سيبدو حديثك عفويا نابعا عن شعورك بالراحة في ذلك المكان....كن أذكى في الظهور صادقا
9- تقول لشخص حزين، لا تحزن
عند مواساة شخص حزين تجنب عبارات توحي له بأنه يبالغ في حزنه مثل "اوه المسألة ليست بهذا السوء او الأمر لا يحتاج كل هذا الاكتآب! " حذار من قول هذا فأنت هكذا تبدو سطحيا جدا في فهمك وأنك لاتقدر مشاعر من أمامك بل وأسوء من ذلك أنت لا تهتم أصلا بمعرفة مايمرون به حقا وكالأبله تعيد فقط مايقوله الناس لا تحزن ولا تبكي.... بل عليك ان تعرف أن الحزن أمر طبيعي جدا والتعامل معه يتم بالإصغاء للشخص الحزين ومحاولة ارخاءه، انت لن تغير ضروفه أو تعيد اليه فقيده قولك له لاتحزن فأنت كمن يصب الزيت على النار.
بدل ذلك : اكتفي بالاصغاء للشخص باهتمام وأظهر له أنك تتفهم حزنه وتتمنى أن يشفي الوقت آلامه، وأشعره بمواساتك وتعاطفك بالدعاء له " ان احتجت لأي شيء فأنا هنا، ربنا يخفف عنك حزنك ويشرح صدرك، اتفهم حزنك الله يجبر خاطرك، لاتتردد في الاتصال بي "
10- هذا خطؤك
عندما يشتكي اليك شخص عن مديره بالعمل أو تخبرك صديقتك عن ضياع خاتمها فأول ما تتفوه به : هذا خطؤك! لم لن تنتبهي؟ هذا خطؤ لم تفعل كذا وكذا
من الغباء جدا أنك قبل اسداء نصيحة لشخص ما أن تبدأ بلومه على شيء قد فات أوانه، نصيحتك بلا شك ستذهب مهب الريح لأنك وضعت ذلك الشخص في قفص الاتهام وصرت انت القاضي الذي يحكم لا الصديق الذي ينصح، فهو عوض الإصغاء اليك يفكر عن مبرارات لتبرئة نفسه من تهمة "مخطئ" ومن المحتمل جدا أن يتحاشى الحديث معك في المستقبل ويبحث عن شخص متفهم وأذكى عاطفيا منك.
البديل: حتى تلمح للشخص أنه مخطئ إبدأ بمعالجة المشكلة من بدايتها للنهاية واستمع اليه جيدا وعندما تود تنبيهه لخطئه اعطه نصيحة للمستقبل وليس اللوم على ما فات قل له "ربما هذا ماجعل رئيسك يسيء الفهم في المرة المقبلة افعل كذا وكذا، أو ربما كان يجب علكي ارتداء خاتم نحاسي بدل خاتمك الذهبي في المرة المقبلة لا تأخذي مجوهراتك الغالية معك في نزهة "
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على تفاعلك معنا، سيصلك الرد لاحقا