كيف أتذكر ما قرأت؟ خطوات القراءة الفعالة للكتب

كم كتابا قرأت ووجدت نفسك قد نسيت محتواه بعد مرور الوقت؟ لابد أنك شعرت باليأس من عدد الكتب التي لاتستفيد منها بالرغم من محتواها المهم وقد تتساءل بعدها لماذا لا أتذكر ما قرأت؟ وهنا قد أتينا لك بحل سحري يتمثل في أساليب القراءة الفعالة وتذكر ماقرأت بسهولة دون أن تظطر لحفظ الكتاب لأن ذلك قد يبدو مستحيلا، وفيم يلي 8 نصائح فعالة للإستفادة القصوى من أي كتاب تقرأه:

1. لا تتسرع ﻹنهاء الكتاب 

خذ وقتك في قراءة الكتاب ولا تتعجل لإنهائه بسرعة، فليس مهما عدد الكتب التي تقرأها بقدر الفائدة التي قد تستخلصها من عدد قليل جدا منها، فقد انتشرت مؤخرا عادة قراءة كتاب في يوم واحد أو قراءة عشرين كتاب في الشهر، وهذا خطأ فادح يرتكبه البعض بحيث القراءة الصحيحة للكتب تأخذ وقتا لاستيعابها والاستمتاع بها.

2. تظليل الافكار المهمة

لابد أنك متعود على تظليل الجمل بأقلام التلوين عندما كنت طالبا في المدرسة، ولكن هذه المرة الأمر مختلف بعض الشيء لأنك هنا لست مظطرا لتظليل الجمل لحفظها؛ بل التظليل أثناء المطالعة يكون على فكرة تلخص لك فقرة كاملة، بحيث قد تقرأ صفحات عديدة وتستنتج أنها تناقش فكرة معنية فتتصادف مع تلك الجملة التي تلخص لك كل شيء، وقد تكون إقتباسا.
لا تظلل كل شيء ولا تكن بخيلا في التظليل ايضا، يكون عدد التظليل تقريبا من 40 إلى 50 فكرة في كل 100 صفحة.

3. مراجعة الإقتباسات

التظليل له دور مهم في تذكر أهم أفكار الكتاب ولذلك فأنت بحاجة للعودة إليها من وقت لآخر، وتراجع تلك الجمل والإقتباسات التي قمت بتظليلها حتى تترسخ الأفكار في عقلك وتكون قادرا على تحليلها بشكل يومي، يسمح لك هذا بالحصول على أكبر استفادة للكتب ومع الوقت سيتحول عقلك إلى مكتبة متنقلة وسوف تشعر بأن مخزونك المعرفي أصبح غنيا جدا في مختلف المواضيع وطريقة نظرتك وتحليلك للأمور ستتغير حتما.

4. خربش فوق الكتاب ولا تخف عليه

 دون ملاحظاتك الشخصية على هامش الكتاب كما تشاء ولا تخف على الكتاب، فهو مجرد ورق وأنت دفعت ثمنه لتستفيد منه. لا تتردد في كتابة أفكارك ووجهات نظرك على هوامش الكتاب أو تدوين تجربة حدثت لك بالواقع عندما تصادف فقرة ما مشابهة لما مررت به سابقا، أو عندما تتوافق أفكارك مع افكار الكاتب أو العكس عندما تختلف مع الكاتب.. المهم أي شيء يخطر على بالك وتخشى نسيانه أكتبه على الكتاب دون خوف، لأن هذا يساعدك على  تذكر محتوى الكتاب بالإضافة الى تعزيز مهارة تحليل الأفكار .

5. أعد قراءة نفس الكتب

أعد قراءة الكتاب الذي تراه مفيدا جدا أكثر من مرة فهناك مقولة تقول :الكتاب الجيد لايكشف أسراره دفعة واحدة، فأي معلومة تدخل دماغك لا يتم استيعابها كليا لأول مرة بل مع التكرار يبدأ الدماغ بالغوص في مفهوم أعمق لتلك المعلومة.
في كل مرة تقرأ فيها الكتاب تكتشف أنك ترى مضمونه من زاوية مختلفة عن المرة الأولى التي قرأته فيها، ولا يعني هذا أن تعيد قراءة الكتاب مباشرة بعد الإنتهاء منه! بل تعود إليه بعد مدة معينة من خوضك تجارب يومية ومرورك بمواقف تستدعي أنك تراجع الكتاب مرة أخرى حتى تستنتج مضمونه أكثر وأكثر.

6. شارك معلومات الكتاب مع الآخرين

يقال أن أفضل طريقة لترسيخ العلم هي بتعليمه، وطبعا لما تشرح أي حاجة للناس تجد أنك قبل ذلك تقوم بجمع أكبر قدر من المعلومات وتلخصها في جمل قصيرة، بالإضافة إلى تبسيطها لأقصى حد حتى تتمكن من إيصال المعلومة وجعل من يستمع إليك يفهمك، وأثناء مشاركتك للكتب يكون عقلك قد تشبع بهذا العلم وترسخت جميع مفاهيمه في ذاكرتك للأمد البعيد، فلا تتردد أبدا في مشاركة الكتب مع أصدقائك أو حفظها على شكل مقالات أو تلخيصها في منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي.

7. طبق ماقرأته في حياتك اليومية

المعلومة بدون تطبيق هي مجرد فائدة وهمية وليست محققة، نحن نقرأ حتى تتغير حياتنا للأفضل وإذا لم يكن للكتاب تأثير على حياتك اليومية فلا فائدة منه، أنت في هذه الحالة تقرأ للمتعة فقط كأنك تشاهد مسلسلا ما وقد تنسى أحداثه بعد اسبوع وهكذا مع الكتب التي لا تطبقها في حياتك، حاول قراءة كتب عملية تعطيك نصائح عن كيفية التصرف في الحياة سواء كتب دينية أو علم النفس أو كتب إدارة الوقت وغيرها.

8. قم بتنويع الكتب

أخيرا كنصيحة سريعة، إقرأ أكثر من كتاب في نفس الوقت حتى لا تمل، ليس شرطا أن تلتزم بقراءة كتاب واحد حتى ينتهي، مثلما الأمر بالنسبة للوجبات أنت تتذوق من كل نوع وتحب تغيير الوجبة من يوم لآخر، كذلك الأمر بالنسبة للكتب.