القائمة الرئيسية

الصفحات

يومياتي مع التدوين والرسم - يوميات طالبة

 
يومياتي مع التدوين والرسم - يوميات طالبة

كيف بدأت مع التدوين

كنت اكتب يومياتي منذ كنت في المرحلة الابتدائية واول من شجعني على تدوين كل مايحصل في اليوم بالتفصيل هي ماما رغم انها لم تدخل المدرسة قط لكنها تحب الاطلاع على يوميات طفلتها الصغيرة كان جل ما اكتبه يتعلق بقطتي وكيف قضيت يومي العب في الوحل مع ابنة عمي لنصنع أواني عملاقة نضعها في سطح المنزل لتجف لأننا كنا نؤمن بوجود عمالقة تأتي في الليل الى منزلنا ولا تجد ما تستعمله لطهو طعامها، ثم أكتب في اليوم التالي تفاصيل لعبنا ل"كنز القراصنة" مع ابناء عمي وجيراننا وكيف نجحت في تفكيك رموز الخريطة التي رسمها ابن عمي القرصان بذكاء خارق لانه كان يعتمد على الارقام في تشفير خريطته بحيث يتوجب علينا القيام بعملية حسابية للحصول على الرقم الذي يساعدنا اول حرف منه في تكوين الكلمة التي تدل على مكان الكنز، وكان يكبرني بعامين وبحكم أنه درس جدول الضرب بينما انا اعرف فقط الجمع كان يتعمد استعمال ضرب الاعداد حتى يقوم بتضليلنا ليفوز باللعبة، لكني بعدما خسرت عدة مرات تطرقت لحيلة خبيثة وهي ان استعمل  كراس اختي الكبيرة الذي كان بغلافه جدول الضرب كاملا، فمزقت الغلاف واخفيته في جيبي وكلما امسكت خريطته وجدت الكنز بسهولة وكان يستغرب كيف لطفلة في الثالثة ان تحفظ جدول الضرب ولم يتفطن الى حيلتي ليومنا هذا.

كانت كل هذه التفاصيل تقرأها أمي بلا ملل بل وتستمتع بتعبيري الطفولي والبريء في وصف الاحداث، لا أعلم اذا كان هدفها من تشجيعي على الكتابة هو تحسين مستواي اللغوي أم الاطلاع على مااقوم به لتوجهني للاحسن، لاني احيانا اصف ما اشعر به من حزن أو شعور بالظلم من طرف ابن عمي الشرير وكان يسهل عليها معرفة مايحزنني دون اجباري على الكلام.

المهم ساعدني كل هذا على اكتساب عادة تدوين اليوميات وكبرت بحب الكتابة ولو بتعبير ركيك حتى لحقت لمرحلة الاكمالية وكنت دوما أحصل على اعلى علامة في اللغة العربية، كان والدي مراقبا في الثانوية ويهتم كثيرا بعلاماتنا لم يكن يشجعني على التفوق في اللغة العربية بل كان يهتم بالمواد العلمية فقط مثل الرياضيات التي اكرهها هي واختها الفيزياء، كنت احب العلوم الطبيعية بجنون وعلاماتي جيدة في العلوم لدرجة اني اذكر مرة حصلت على علامة 20 في الجيولوجيا وكون ابنة استاذ العلوم حصلت هي ايضا على 20 اراد جعلها بالمرتبة الاولى في مادته وكتب لي 19 رغم ان اجاباتي كلها صح وعندما اشتكيت، وبكيت، وصرخت أخبرني انه انقص لي درجة لاني نسيت كتابة عنوان "فرض الفصل الثاني في العلوم" لكني لم اقتنع ووكلت امري لله على الظلم، كان والدي سيفرح كثيرا ثم اخبرتني صديقتي انه لافرق بين 19 و20

كيف بدأت مع الرسم 

كانت مرحلة الإعدادية أجمل مرحلة مرت بحياتي تعرفت على صديقتي ميساء عندما كنت في سن الثالثة عشرة وبقينا معا حتى فرقتنا الجامعة، كانت بمثابة مرآة لشخصيتي لدينا نفس الاهتمامات والمشاعر وحتى الاهداف كانت نفسها، اول حديث بيننا كان عن برامج سبيستون وعندما علمت أني أشاهد "ساندي بل" التصقت بي وقررت ان تكون صديقتي ومع الوقت تقربنا لبعض وصرنا نجلس بطاولة واحدة في القسم نتقاسم الكتب والادوات، وكنت أحب رسم شخصية "ساندي بل" وهي كانت تشجعني على تحسين موهبتي في الرسم وكانت تطلب مني رسم شخصيات أخرى مثل "مارك" وشخصيات مانجا من خيالي .

ضللنا على تلك الحالة اربع سنوات اذكر أن علاقتنا البريئة بدأت في التذبذب عندما أعجبنا بزميلنا أيمن المجتهد والمؤدب وهو صاحب المرتبة الثانية في قسمنا بعد "تينا" وكانت كلانا تتسابق لإثارة انتباهه، لكن هي كانت أكثر جرأة مني بين الحين والآخر ترسل له نظرات الإعجاب وتبتسم له بلطف ثم يحمر هو خجلا ويبتسم لها لأنه كان خجولا جدا، كانت تبادره بالحديث بينما كنت أنا خجولة لا أعرف كيف أتحدث معه ولا أجرؤ حتى على النظر اليه ( حب الطفولة البريء ) .

حدث مرة أن دخلت استاذة العلوم وهي المسؤولة عن قسمنا غاضبة وتطلب منا التزام الهدوء ثم توعدت بتغيير أماكننا عشوائيا حتى ينفصل كل تلميذ عن زميله، وكان قسمنا يتكون من أربعة صفوف.

الكارثة كانت عندما غيرت مكاني الى الصف الأول لأجلس مع فتاة مكتئبة ، عابسة الوجه ومملة جدا بينما صديقتي ميساء تجلس مع "تينا" التلميذة الأولى في القسم وهي فتاة مرحة واجتماعية تمتاز بذكاء خارق أكبر من سنها وكانت محبوبة الأساتذة ويجلس أمامها أيمن وكانت تغار منه لأنه أحيانا يتحصل على علامات اكبر منها ويثني عليه الأساتذة، وكانت تكثر الحديث معه حتى تسرق منه افكاره وتقلد تصرفاته الهادئة لأنها رغم ذكائها كانت مزعجة قليلا بتصرفاتها العفوية وشخصيتها المرحة، وكانت الوحيدة التي يتحدث معها أيمن .

عندما انتقلت ميساء إلى تينا بدأت تتأقلم معها بسرعة ومن فترة لأخرى كان أيمن يستدير الى الخلف ويتحدث معهما ويضحكون معا، بينما أنا أعاني من الوحدة في الصف الأول وأراقبهم يقضون وقتا ممتعا معا، كانت ميساء ترافق "تينا" في أغلب الأوقات وتخلت عن صحبتي لفترة وجيزة، ولا أكذب إن قلت بأني حينها كرهت ميساء لأنها كانت تتجاهلني بلا سبب وتضحك مع أيمن وتجلس مع المجتهدين بالقسم، وحتى علاماتها بدأت بالتحسن لأن تينا كانت تشرح لها كل الدروس وينجزان التمارين معا واثناء الفروض تملي عليها تينا وهكذا صارت تحصل على علامات ممتازة.

في تلك الفترة لم أعد أجد من أحكي معه عن حلقات سانديبال وأنميات سبيستون الجديدة وأني اكتشفت قناة جديدة خاصة بالأنمي لكنها فرنسية "manga tv" كانت الفتاة التي تجلس بجانبي تشاهد المسلسلات المكسيكية ولاتحب الأنمي وحديثها كله ممل وتتصرف مثل البالغة وكان ذلك مناقضا تماما لشخصيتي، كنت أحب رسم شخصيات الأنمي خاصة "ساندي بال"  وتلوينها ثم أهديها لها لكنها ترفضها قائلة " مالذي أفعله بهذا؟ لا أحب الرسوم المتحركة " فصرت ابعث رسوماتي لميساء وكانت تريها لتينا وأحيانا يراها أيمن لكنه لا يظهر أية ردة فعل، وجدت أخيرا طريقة أثير بها إعجاب أيمن وتينا وذلك بإرسال رسوماتي لميساء حتى يراها، ووجدت حافزا حقيقيا كي أتعلم الرسم ... فهل سيعجب أيمن برسوماتي ؟ وهل يسنتبه لوجودي أصلا؟ تابعوا الحلقة القادمة لمعرفة المزيد من مغامراتي وانا تلميذة في الإعدادية       

-يتبع-

تعليقات