قصتي مع فرقة الكيبوب بي تي اس - يوميات طالبة

كيف تعرفت على فرقة BTS 

في حلقة سابقة حكيت لكم عن يومياتي مع التدوين والرسم وكيف حاولت اجذب انتباه زملائي في الصف وأثير اعجابهم برسوماتي ، واليوم سأحكي لكم كيف تعرفت اول مرة على فرقة بي تي اس الشهيرة . 

تعرفت على فرقة بي تي اس لما كنت ادرس سنة ثالثة ثانوي عن طريق صديقتي الكيبوبية "نورة" وكانت تثني على فرقة من الشبان الكرويين وسيمين جدا وتقول عنهم "كأنهم شخصيات انمي حقيقية، ضاع نص عمرك ان لم تسمعي اغانيهم" اعتقدت في البداية انها تبالغ لاني كنت من قبل اتابع الكيبوب (تابع القصة كاملة) ولكني لم ارى فيه ماوصفته ! حتى اخذت هاتفها وأرتني فيديو كليب "دمي عرقي ودموعي"  (blood sweat and tears ) وبدأ بفرقة شباب يدخلون القصر فصرخت بوجهها قبل ان أكمل المقطع: "اه هذه فرقة سوبر جونيور ياذكية وصارلي زمان عم اتابعها" فثارت بوجهي وهي غاضبة: "اسكتي ودعي الفيديو يكمل" ركزت على الفيديو هذه المرة ولاحظت انهم بالفعل فرقة جديدة وكانو وسيمين جدا واحببت الأغنية كثيرا، وطلبت منها أن تعيدها مرات عديدة لكني لم اشعر بالملل من كثرة ما أعدت الأغنية لأني في كل مرة أكتشف تفاصيل جديدة في الكليب وأوقف الفيديو حتى أستوعب ذلك الفن الرهيب من تناسق في الألوان وتسريحات الشعر، الجرافيكس والرمزية التي تخفيها كل التفاصيل الصغيرة .
دخلت حصة التاريخ ونورة تنتظرني بالساحة فهي تدرس في القسم الآخر وتم الغاء حصة اللغة العربية لان الاستاذ غائب وكانت تلك آخر حصة في اليوم فاظطرت لانتظاري حتى نرافق بعضنا الى نفس الحي الذي نسكن فيه، جلست في طاولتي الأولى بجانب الباب مع زميلة لي نادرا ما تتحدث معي جلست بجانبي في أول يوم فقط لأنها لم تجد مقعدا فارغا غير الذي معي، مرت دقائق معدودة منذ بداية الدرس وأنا لا أزال أفكر في أعضاء فرقة بي تي أس وكأنه إكتشاف عظيم غير مزاجي وطغى على تفكيري، أخذت قلما ودون أن أشعر كتبت BTS على غلاف كراسي وجلست أمرر القلم على الحروف وتلك الأغنية لاتزال عالقة برأسي "ماني ماني يااا" وصرت أدندن بلحنها حتى شعرت بضل يقف أمامي، رفعت رأسي فوجدت أستاذة التاريخ واقفة ترمقني بنظرات غاضبة وكأنها مستعدة لدفني حية، فنظرت حولي ورأيت الطلاب جميعا يبصرون نحوي منتظرين مصيري لأن استاذة التاريخ كانت صارمة جدا فشعرت بيدها تجذب الكراس من بين يدي وقرأت ماكتبت بصوت مرتفع: "بيتس...مالذي يعنيه هذا اصلا؟ " فسمعت الطلاب يوشوشون بينهم وبعضهم يضحك ونطق زميلي الذي يجلس خلفي ويدعى "مراد" معلقا بسخرية: "غبية تتابع فرقة تافهة مثلها" وكان هو صاحب المرتبة الأولى في الثانوية يتمتع بذكاء خارق وأضافت الاستاذة بنبرة حادة "يعني طول الوقت الذي كنت أشرح فيه الدرس كنتي لاهية بالشخبطة، هل سمعتي ماكنت اشرحه منذ قليل؟ من كان أول قائد لحلف الناتو؟ اجيبي فورا!! "
 توترت ولم أعرف الإجابة لأني بالفعل كنت تائهة في تخيلاتي نظرت الى زميلتي التي تجلس بجانبي وحركت شفتيها محاولة اخباري عن اسم الشخصية لكني لم أفهم شيئا وسكت الجميع منتظرين افجار قنبلة في وجهي، همس الطالب المجتهد خلفي ساخرا " اعرف الإجابة.......إنه القائد جيمين" فضحك اصدقاؤه من نكتته السخيفة وثارت شوشرة كبيرة في القسم فطلبت الاستاذة التزام الهدوء ووبخت مراد على تصرفه فهو آخر من كانت تتوقع أن يثير الضجة ثم بدأت تمدح الاقسام الاخرى في الانضباط والهدوء وتحول غضبها الى القسم كله، توقعت منها بعد ذلك أن تعطيني إنذارا كتابيا لأنها ليست المرة الأولى التي أتيه فيها أثناء الدرس.... لكنها لم تفعل بل غادرت نحو مكتبها وواصلت الدرس دون ان تضيف شيئا، حمدت الله أني نجوت منها فأخبرتني زميلتي التي تجلس معي أنها كانت تعني "ايزنهاور" لكن ما يدريني أنا بايزنهاور أو غيره خاصة واني كمن أفاق من غيبوبة لا أعقل على شيء!! واستدرت الى الخلف نحو "مراد" وطلبت منه ان يتوقف عن تعليقاته السخيفة فرد علي بنفس النبرة " عليكي ان تشكريني لأني انقذتك منها كنتي ستحصلين على انذار واستدعاء الولي " سكتت لاني أتفق معه نوعا ما رغم عدائيته في التعامل معي.
خرجنا من الصف وتسابق بعض الطلاب للسخرية مني بتعاليقهم السخيفة في الرواق الخارجي نحو الساحة لكني لم أكترث لهم وفجأة تقدمت نحوي زميلة لي بالصف تدعى "كاميليا" تجري وهي فتاة انطوائية وخجولة مثلي وتبدو على وجهها علامات الحماس والاثارة وقالت لي بلا تردد: "جنى! لم أكن أعرف انك "أرمي" ARMY أنا ايضا ارمي لكني لا احب أن أظهر ذلك حتى اتفادى سخريتهم مني" واشارت الى طلاب صفنا وهم يغادرون الساحة.
أرمي ؟ مالذي يعنيه هذا أيضا؟ لكني لم أرد إحراجها فقلت لها " اه نعم ارمي.. ههه حقا كنت ارمي منذ كنت صغيرة " اعتقدت حينها ان أرمي هو أي شيء له علاقة بالكيبوب ولم ادري أنه اسم الفاندم الخاص بهذه الفرقة فرأيتها مستغربة ولم تستوعب كيف لي ان اكون أرمي قبل ظهور فرقة بي تي اس اصلا "لكن الفرقة ظهرت قبل سنوات فقط " ثم تجاهلت الأمر وسألتني بحماس " اذن من هو البايس عندك؟ أنا تاي او v " فقلت ضاحكة وهذه المرة خشيت أن اقع في الاحراج ثانية: "بايس؟ هههه لا اعرف مالذي يعنيه هذا لكني اعتقد انه ذو الشعر الرمادي لابس سترة زرقاء  نسيت اسمه " فصرخت بحماس شديد ألفت انتباه الجميع حولنا " انه جيمين، في كليبهم الجديد ظهر بشعر رمادي أجل...انه جيمين البايس يعني عضو فرقتك المفضل " فشعرت باحراج لأن حماسها المبالغ أفقدها السيطرة على حركاتها وصارت كالمهرج لاتبالي بنظرات الآخرين وهي التي كانت دوما فتاة خجولة لا يسمع صوتها والآن صارت تقفز وترفع صوتها عاليا، فعانقتني بحرارة كمن وجدت أختها الضائعة منذ سنوات وبالفعل كان وصفي في محله اضافت " انتي الآن توأمي شئتي أم أبيتي كنت أبحث عن أرمي أرافقه في هذه المدرسة البائسة، وها أنا وجدتك أخيرا " وقالتلي أنه بامكاني مناداتها ب "كامي" عوض كاميليا" .

فابتسمت ولم أعرف ما أقوله فأخبرتها عن صديقتي نورة وهي مثلها تعشق الكيبوب والدراما الكورية وكل مايتعلق بالثقافة الكورية عموما... ففرحت بالخبر لأننا حسبها سنشكل فريقا رائعا فهي تعرف نورة ولكنها لم تعلم بأننا نفس المخلوقات من كوكبها !!!
كنت حقا متعجبة في البداية.. كيف يمكن لمجردتشارك في الإهتمامات أن يثير كل هذه المحبة في الأنفس ويحفز شخصا انطوائيا على التواصل مع من يراهم مثله بكل ثقة وحب، فازداد حبي لهذا الفن الذي يشجع على التواصل وحب الناس بلا مقدمات .
خرجنا الى الساحة واخبرت نورة عن الاحراج الذي سبته لي أغنية بي تي اس الجديدة فضحت كثيرا على تفاهتي وعلقت وهي لاتزال تضحك " وهكذا لن تنسي شخصية "ايزنهاور" طول حياتك " وبالفعل لم أنسى هذه الحادثة حتى بعد مرور سنوات، ثم عرفتها على الفتاة التي اصبحت صديقتي فجأة عن غير قصد والتي لاتعترف بالمقدمات فتحدثا كثيرا عن الكيبوب والفرق الكورية ثم اخبرتها أني لا أملك النت ببيتنا لمتابعة كل ماهو جديد بل اعتمد على ما يبث في قناة عربية-كورية لا اذكر اسمها وما تأتيني به نورة من فيديوهات ترسلها لي الى الجوال فوعدتني كاميليا بإحضار سيدي cd يحتوي على كل اغاني فرقة bts و سوبر جونيور والفرق الاخرى التي تحتل مساحة 4Giga من القرص .
وعدت للمنزل وانا لا ازال استمع الى الاغنية التي أحرقت اذني وحفضت كلماتها دون أن أفهم معناها..... اردت حينها لو اني استطيع الحصول على كليبات اخرى فانتضرت يوم غد بفارغ الصبر لعل صديقتي الجديدة كامي ستحظر لي شيئا.....

 -يتبع-
إن أعجبتك يومياتي اترك تعليقا لتشجيعي على نشر المزيد أو فقط ضع لي قلب ❤
دعنا ننشر الحب في كل مكان ☺