القائمة الرئيسية

الصفحات

يوم في المحطة - يوميات فتاة تعيسة الحظ

يوم في المحطة - يوميات فتاة تعيسة الحظ

 السلام عليكم يا معشر الجن والإنس

مقدمة

رغم أني لا أملك شيئا لأقوله، ورأسي حاليا فارغ تماما من الأفكار والإلهام قد أضاع طريقه إلي، إلا أني أصررت على نشر شيء ما كأول محاولة لي في مدونتي المتواضعة.

فقد غابت الكلمات عن خاطري، والتدوين بالنسبة لي أمر مقدس لابد له من طقوس لاستحضار الفكر والحكمة، حتى لاأكون سببا في إضاعة وقتك الثمين أو تأتي عندي يوم الحساب وتشكيني لربك الكريم أني قد تسببت في ضياع بضع دقائق لك وتتهرب من ذنوبك التي بلغت عنان السماء فتجعلني جزء منها ههههه

أنا الآن أستعمل صيغة المخاطب لأني متيقنة تمام اليقين أن هناك أحدا ما في هذا العالم الكبير الصغير سيلتقي بهذا النص، الذي لاهو مقال ولا تدوينة ولاتصنيف لديه حاليا، ربما مجرد فضفة خفيفة، أسميتها بثا تجريبيا (نعم كما تفعل القنوات التلفزيونية الجديدة)، أخاطبك أنت لأنك فتحت هذا الموقع ربما بمحض الصدفة أو أنك كنت تبحث عن شيء مفيد أو استفسار ما، أنا حقا آسفة لأني تسببت بتشويشك قليلا وإلهائك عن إنجاز مهامك، لك الخيار أن تواصل النزول الى الاسطر الموالية أو تتوقف هنا وتعود إلى عملك المهم، لكني سأطلب منك أمرا بسيطا ليتك تخدمني به وهو أن تترك أثرا حتى أعلم أنك تسللت إلى مملكتي، وهذا يشرفني طبعا وأنت مرحب بك في أي وقت لكن بداعي التساءل فقط، أريد أن أعرف إذا كان ما سأنشره لاحقا قد يصل بعض البشريين أم أن الجن فقط من سيكون جمهوري المحبوب، وحتى لو كان الأمر كذلك فسيكون من دواعي سروري، فقط أتركوا لي (فضلا وليس أمرا) أثرا أعرف به إذا تمت أرشفت مدونتي أم لا، وأجرك على الله

رجاء تابع قراءة المزيد

أنت بالمناسبة تواصل قراءة هذا المنشور التافه، ولحد الآن وصلت لهذه الأسطر أهنئك على صبرك وسعة خاطرك، ولأنك إنسان محترم ومؤدب (وربما لست كذلك) فدعني أخبرك أمرا، أنا الآن في الشارع تحديدا في محطة الحافلات أنتظر صديقة لي من المدينة، وقد مللت الإنتظار منذ ساعة تقريبا وأنا في هذا المكان، يجلس بجانبي شيخ طاعن في السن يسألني كل مرة عن الوقت، ربما ينتظر شخصا مهما لم يره منذ مدة، هو الآن يحاول استراق النظر إلى هاتفي ليرى مالذي أكتبه باهتمام، بصراحة لم أنو البدء في النشر على مدونتي التجريبية هذه، لكني مادمت جالسة لاأفعل شيئا قلت لم لا أتفقد حسابي وأحاول النشر للمرة الأولى ونرى أين قد يصل الموضوع، وهاهو العجوز يعلق قائلا: أنتم جيل ضائع حقا، الهواتف ملكت عقولكم "ربي يهديكم هذا ماكان".

وهاهو الآن يناقشني في أهمية العودة إلى الكتب الورقية وبذل الجهد في طلب العلم لأننا حسبه نتكئ على السرير وتسقط علينا المعلومة من السماء ونحن نيام، "تلقاو كلشي واجد" حسب تعبيره.

لم أفهم أي جيل يقصده بحديثه، هل جيلنا نحن التسعينات أم جيل الألفينات؟ المهم أنا الآن لا أرد عليه، حتى أتفادى وجع الرأس فقد صرت مؤخرا قليلة الكلام وأفضل أن أوافق الناس على كل شيء يقولونه مقابل أن أنعم بقسط من السلام الداخلي، وتفادي الجدالات البيزنطية التي لم أعد أنجذب إليها كالسابق، فأجبته وأنا أومئ برأسي باهتمام متصنع حتى أنهي معه الكلام "صح والله نحن في نعمة، حمدا لله على كل حال فقد صار العلم متاحا للجميع بلا استثناء" .

وهاهو يرفع عكازته مرة أخرى وكأنه يحاول ضربي، هل شتمته أم ماذا؟ وأضاف بعنف: أنتم سبب هلاك أمة محمد، والبلاد بسببكم أصبحت في الحضيض.

هنا توقفت عن الكتابة، وعدت لأخبرك أيها القاريء أني قد بدأت أفقد صوابي، ليس لما قاله بل لأنه يتحدث بصوت مرتفع وجميع من بالمحطة ينظرون إلي معتقدين أني أزعج العم، وهو في الواقع من يفسد علي جلستي الجميلة بمدونتي، فابتسمت له وقلت له "ربما أنت على حق، لكن التعميم خطيئة كبرى "كاين وكاين"، شعرت نوعا ما أنه يستهدفني بشكل شخصي بقوله أننا سبب ضياع البلاد، لأنه يعتقد أني أدردش مع أحد ما، أو ألعب أو ربما بملامحي الصغيرة وقصر قامتي إعتقد أني في العاشرة من عمري، فأراد نصيحتي، فقررت أن أحاوره كعجوز من الستينات ليفهم أني راشدة وأعرف ماهو الأنسب لي فقلت له "ربي خلق وفرق، كل واحد حسب تربيته، وجيل اليوم بحاجة لتربية واهتمام أكثر منا نحن، لأن الملهيات كثيرة، تجد طفلا في العاشرة بيده هاتف ذكي وأمه من أعطته لتشغله عنها، وتركز هي على عملها كل زوجين يتحملان مسؤولية تربية أبناءهم، وأنا لا دخل لي فيم يفعله جيل اليوم.

وأخبرته أن حمل الهاتف لا يعني بالضرورة تضييع الوقت، فها أنا مثلا أكتب رسالة مهمة لأستاذة جامعية بالهاتف (يالها من رسالة مهمة ههههه)، وبأننا لا نستغني عن الأنترنت لتلقي الدروس في الجامعة فالدرس صار يبعث بالإيميل فقط.

وسكت قليلا، ليفحصني مرة أخرى بدء من رأسي حتى أصابع رجلي، وربما إستوعب أخيرا بالتدقيق في تفاصيل هندامي وأغراضي أني فتاة ناضجة، ومجرد طالبة جامعية تعيسة، ولست مستعدة لأعاديه في شيء.

 مرت لحظات، وإلى الآن لايزال ينظر إلي بازدراء لأنني لم أجادله بصدق مثلما يفعل أحفاده ربما، ولم أفقد صوابي لم قاله، لا أدري ولا أريد أن أعرف تفاصيل أكثر عن حياته، فأنا أحترم كثيرا كبار السن وأفضل أن أبدو إبنته المطيعة الخاضعة له، على أن أتقمص دور كنته الشريرة التي تخالف تعاليمه في كل شيء عمدا حتى تسبب له أزمة قلبية أو ارتفاعا لضغط دمه والسكر فتتكمن أخيرا من ورث منزله الكبير لتحصل على لقب مالكة المنزل، وتضمن بقاء زوجها بجانبها، لا أدري لم ذهب تفكيري بعيدا لكني أشعر أن هذه حياته لأنه يبدو عصبيا نوعا ما ومتعصبا من جهة النساء، وقد تكون كنته الشريرة هي السبب، بل أنا متأكدة من ذلك! 

إلى هنا أنهي حديثي الممل عما يحدث حولي وسأغير المكان لأشحن هاتفي، وبعدها سأقوم بنشر الفضفضة كتجربة لأقيس مدى أرشفة محركات البحث لموقعي، وشكرا كثيرا على إستماعك لي عزيزي القارئ فقد كنت لي خير جليس.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا على تفاعلك معنا، سيصلك الرد لاحقا