قصة رعب قصيرة
أخذ الرجل الأربعيني الذي يدعى ستيفان يرمي المزيد من الحطب داخل الفرن ويفرك يديه مرتجفا من البرد، وكلبه مستلقي بجانبه لقد توفيت زوجته منذ عام تقريبا، سمع طرقا خفيفا على الباب فنهض بتثاقل متساءلا من يأتيه في هذا الوقت، فتح الباب ووجد متسولا متسخ المظهر ثيابه متقطعة وعلى رأسه تراب ورائحته كريهة جدا، تردد ستيفان قليلا ثم أدخله وقدم له الحساء. بدأ الكلب ينبح في وجه المتسول دون توقف ويكشر أنيابه، فحاول صاحبه تهدأته لكن الكلب لم يتوقف، لم ينطق المتسول بكلمة واحدة وضن ستيفان أنه أبكم فلم يرد إحراجه بالسؤال، حتى استعاد المتسول انفاسه وهم بالرحيل فقدم له ستيفان معطفه "خذ هذه فالبرد في الخارج لا يرحم يا صاح" فنظر المتسول بعينيه الملوثتين الى ستيفان وضحك له فظهرت ديدان تزحف بين أسنانه المتآكلة ثم خرج.
شعر ستيفان بالذعر أغلق الباب وهو يفكر مالذي يجعل الإنسان تعيسا لدرجة ان تخرج ديدان من فمه؟ كان يشتكي من وحدته ويضن نفسه تعيسا لكنه الآن ممتن جدا بمنزله الدافئ وصحبة كلبه.
في اليوم التالي استيقظ ستيفان ليجد كلبه مختفيا، فبدأ ينادي عليه ولا يرد الكلب فتح ستيفان الباب الخلفي لبيته وتفاجأ بوجود دلو أمام الباب تفيض منه الدماء وبه أعضاء حيوان مقطعة، صرخ ستيف بأعلى صوته بعدما تعرف على رأس كلبه المفصول عن جسمه، وبكى بحرقة على حيوانه الأليف ثم لاحظ وجود ورقة مطوية داخل فم الكلب، اراد ان يسحبها لكنه شعر بالقرف فتشجع وأدخل أصابعه بين أسنان الكلب وسحب الورقة بصعوبة، وعندما فتحها قرأ "هذا ما سيحدث لكل من يسبب لي الإزعاج" قام ستيف برمي الورقة وعرف أن جاره العجوز الخرف هو من فعل ذلك، فهو دوما يشتكي من نباح الكلب ويهدده بالتخلص منه، ثم شكاه ستيف للشرطة لكن التحقيقات افادت ان الجار بريء والفاعل لايزال مجهولا، كان ستيفان متأكدا من أن الفاعل هو جاره العجوز فهو يكره الحيوانات.
مرت أيام وتلقى ستيفان دعوة من صديقه إيريك لمعرض الفنون، وبينما هما يتجولان بين اللوحات الفنية صعق ستيفان برؤية الرجل الذي زاره قبل ايام مرسوما على إحدى اللوحات المعروضة تحت عنوان "المتسول" ، فتوتر وقال لصديقه بنبرة حائرة "لقد زارني هذا الرجل منذ يومين وقدمت له الطعام وألبسته معطفي.. كان غريبا" سمعه صاحب اللوحة فاقترب منه وقال لستيفان أن ذلك مستحيل لأن من في الصورة هو والده الذي توفي منذ عشر سنوات وأراد تكريمه برسم صورة له، أقسم له ستيفان بأن مايقوله صحيح وقد دخل الرجل بيته، فغضب صاحب اللوحة وطلب من الرجلين الابتعاد عن لوحته وأعطاهما اسم والده ومكان قبره للتأكد من كلامه.
ذهب ستيفان وإيريك الى المقبرة، فوجدا قبر الرجل وضحك إيريك على صديقه قائلا "ألا تزال الآن مصرا على أنه جاء لبيتك؟" فاقترب ستيفان ورأى معطفه على حافة القبر وشعر برعب شديد وقال مرتجفا "هذا المعطف الذي قدمته له، مالذي يفعله هنا؟" اخذ ستيفان يقلب المعطف ولاحظ بقع من الحساء الذي قدمه للمتسول تلك الليلة، وفجأة صرخ إيريك وهو ينظر الى قبر آخر "أنظر يا ستيفان أليس هذا صاحب اللوحة؟ هذا القبر باسمه وعليه صورته أيعقل أن يكون ميتا هو أيضا؟" شعر الإثنان برعب شديد وغادرا المكان بسرعة، وهما متجهان نحو معرض اللوحات فلم يجدا أثرا لصاحب لوحة المتسول وسألا مدير المعرض لكنه نفى وجود لوحة بهذا الإسم، واسم الفنان لاوجود له في القائمة.. فعرف الرجلان أن المتسول وابنه مجرد أشباح عادت من الموت لتتجول في أرجاء ذلك المكان، وتذكر ستيفان نباح كلبه تلك الليلة في وجه المتسول وفهم كل شيء ... وقال ستيف والرعب باد على عينيه: "من المؤكد أنه سيسبب الكثير من المصائب في هذه المنطقة، فهو قد قام بالقضاء على كلبي بطريقة بشعة فقط لأنه كان ينبح في وجهه... مالذي يمكنه القيام به لأي شخص يؤذيه يا ترى؟"
-يتبع-
يمكنكم متابعة المزيد من قصص الرعب والغموض هنا
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على تفاعلك معنا، سيصلك الرد لاحقا