القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة رعب حقيقية حدثت في الاقامة الجامعية للبنات بالجزائر

قصص رعب,قصص جن,قصة رعب,قصص مرعبة,قصص جن رعب,قصة جن,قصة,قصص واقعية رعب,قصص رعب رنا,قصه جن,قصة خوف,رنا رعب,قصص رعب حقيقية,أفلام رعب,قصص رعب حقيقية مغربية,قصص مرعبة حقيقية,قصص حقيقية مرعبة,قصص جن حقيقية,قصص جن واشباح,قصص جن عبده,قصص رعب قصص رعب,قصص رعب ياسمين,قصص رعب انيميشن,قصص جن عبد الملك,قصص حقيقية مرعبة ومخيفة جدا,قصص رعب نصف الليل,جن حقيقي,ظهور جن,صورة جن حقيقي,حكايات مخيفة,قاشا لايف رعب



وقعت حادثة مخيفة لثلاث طالبات كنّ ينتمين لنفس الفريق الرياضي لكرة الطائرة بالإقامة وذات يوم ٱقيمت مسابقة وطنية بين الجامعات لكرة الطائرة وتم تعيين الاّعبات المتفوقات للمشاركة ومن بينهن كانت سعاد قائدة الفريق أسماء وسارة وبقية أعضاء الفريق، وبما أن المسابقة الوطنية تمت في ولاية من الغرب قامت مديرة الإقامة بالتواصل مع مسؤولي الاقامة بتلك الولاية ليتم حجز غرف لهن وسجلت اسماءهن، وفي عطلة الاسبوع تم نقل الفريق الى مكان تنظيم المسابقة وتوزع فريق البنات في عدة اقامات جامعية بتلك الولاية، وتم تحويل سعاد وصديقتيها الى اقامة جامعية قديمة وسُلِمت مفاتيح غرفة بالطابق الاخير لهن، وعندما دخلن الى الغرفة فوجئن بمنظرها المقزز ؛ حيطان مكتوبة وأسرة ملطخة بمواد غريبة رائحة كريهة تنبعث منها تشبه الجيفة. بقين امام الباب يتفحصن الغرفة ولا واحدة تشجعت للدخول، لاحظت سارة -و كانت أصغر عضوة- حفنة من الرماد تحت السرير وقالت سعاد ربما صاحبة الغرفة أحرقت شيئا ما من أغراضها، فنادت على الطالبات بالغرف المجاورة لتستفسر عن صاحبة الغرفة لكن لم يرد عليها أحد، مما يوحي بأن الرواق بأكمله كان فارغا لانها عطلة الاسبوع والامتحانات خلصت .
المهم قررن عدم المبيت في ذلك المكان المقرف وذهبن للادارة لطلب تغيير الغرفة فرفض مسؤول الاقامة ذلك بحكم عدم توفر غرف فارغة، لكن سعاد اخبرته بأن الرواق فارغ وصرخ بوجهها: "هل اتيتي للمشاركة في مسابقة أم العيش هنا؟ ستمكثن هنا ليلتين وستغربان بعدها عن وجهي "
انصدمن لرده القاسي واخذن حقائبهن ليعدن للغرفة خائبات، وتروي سعاد تفاصيل ماحدث بعدها:
اول مافتحت الغرفة لاحظت اختفاء كمشة الرماد من تحت السرير وقلت للبنات أن صاحبة الغرفة موجودة حقا وستعود بعد قليل، وضعنا الاغراض على الارض وارتمت سارة على السرير المتسخ ولم تبالي بكمية الغبار المنبعثة منه وطلبت منا ايقاظها لانها منهكة عن آخرها، فتشت الغرفة لأجد خزانة الحائط المبنية بالاسمنت مقسمة لأربعة رفوف على شكل مكعبات ولها ابواب خشبية سميكة كانت هناك بقايا اوراق واقلام منتهية، وكان الرف السفلي مغلقا بمفتاح .
وبينما احط الاغراض في الخزانة إذا بي اسمع صوتا خافتا يدندن، نظرت من حولي ودققت السمع لكني لم احدد مصدر الصوت، فكرت ان الصوت قادم من الغرفة المجاورة ودخلت اسماء وهي متوضئة لصلاة العصر فأخبرتها بأننا لسنا وحدنا في الرواق وقد اسعدها الخبر وقالت حمدا لله الآن بالفعل اطمأن قلبي.
نظفنا الغرفة بسرعة لان تعب السفر كان يربط اجسادنا، وحاولت التخلص من البودرة السوداء على السرير لكنها أبت، ونظفت بقايا الرماد من تحت السرير، وأنا أجذب الماء بمكنسة أرى كرة شعر تعلق بها فصرخت لاني للوهلة الأولى اعتقدت بأنه فأر، فاستيقضت سارة مفزوعة واسماء كانت توصل الماء من الحمام الى الغرفة و جرت مسرعة معتقدة ان شيئا ما قد اصابني، ولما وصلت عندي أخبرتها أنه ليس بفأر لكنها كرة شعر متجمعة ولا أفهم كيف لفتاة أن يتساقط منها كل ذلك الشعر، حتى أن الكرة كانت صلبة طلبت مني اسماء رميها لكن سارة اصرت على فحص الشعر بيد المكنسة لتقول وهي تشعر بالقرف : والله ياجماعة صاحبة الغرفة اما مجنونة ام مشعوذة ماكل هذا القرف ؟
وطلبت منها خفظ صوتها لأنها قد تأتي في اية لحظة، ثم إن مكوثنا هنا لن يطول غدا لدينا مباراة وبعدها سنبيت ليلة اخرى لنرحل من هنا.

التكملة 1

غفونا قليلا لنستيقظ قبل المغرب بدقائق، واثناء خروجنا من الغرفة لنتجه نحو المطعم اكتشفنا ان مصابيح الرواق معطلة وكان هناك مصباح وحيد يرسل نورا خافتا جدا نحو الرواق، وعند خروجنا الى الساحة لاحظنا عدد البنات قليل جدا ثم تجولنا قليلا باركانها، فالتقينا بمسؤول الاقامة وهو يتحدث مع العمال ، سألني هل الامور بخير فقلت له : " أخبرني ان الغرف ممتلئة وها نحن نرى المطعم والمكتبة والنادي كلهم فارغين ".
وسكت ولم يجب بل حول عنا نظره ليكمل حديثه مع الحارس
ونطقت اسماء بنبرة غضب: " هكذا تعاملون الضيوف ؟ غدا عندنا مباراة وانتم قمتم بنفينا للطابق الرابع في غرفة اشبه بالزريبة حسبي الله ونعم الوكيل ".
والتفت الينا وهو يحاول كظم غيضه: " إسمعي يا آنسة انتي هنا مثل بقية الطلبة وعليك قبول مانوفره لك، لست ابنة وزير حتى أخصص لك غرفة بشرفة ومكيف هوائي، ان رضيتي الأمر فاللهم بارك وان لم ترضي احملي اغراضك وانصرفي، لاتجعليني اشتكي لمديرتك عن سوء سلوكك مع".
فطلبت من اسماء السكوت وذهبنا والشعور بالظلم يسيطر علينا، بعد ذلك التقينا بعضوتين من الفريق اخبرننا انهن يشاركن الغرفة مع طالبة طيبة القلب ومضيافة فأخبرنهما عن حالنا، ونطقت إحداهن: " هذا بسببك يا سعاد انتي اردتي الحصول على غرفة لكن  الثلاثة معا "
وابتسمت وقلت لها: " كل ماينقصني هو ملاحظاتكي انتي ايضا، المهم،  انا أدعوكم للانظمام الينا ان شئتما، لأنه على مايبدو صاحبة الغرفة لن تعود "
لكنهما رفضتا بحكم أن وقت النوم قد حان ولا يشغل بالهما اي شيء حاليا. افترقنا لنعود لغرفتنا بالطابق الرابع كانت المصابيح المعطلة تضفي جوا مرعبا حتى اننا اضطررنا لإشعال مصباح الهاتف حتى نصل للغرفة، فطلبت مني سارة أن أدق الباب على الغرف المجاورة أو ننادي إن كان هناك احد، وبالفعل طرقت ابواب الغرف كلها ليتضح لي بأن الغرف فارغة، تملكني رعب شديد لكني أخفيت ذلك فقد تذكرت سماعي لصوت فتاة تدندن بالغرفة المجاورة عند وصولنا.
 أخبرتني اسماء أن غرفة بعيدة عنا في طرف الرواق يخرج من تحت بابها ضوء، فذهبنا اليها نطرق الباب لتفتحه فتاة كان بيدها كراس وتسألنا من نحن، فاخبرناها اننا جئنا للبطولة وعبرنا لها عن شعورنا بعدم الراحة في الرواق الفارغ، فأخبرتنا أن هذا الطابق مهجور تقريبا بسبب وفاة طالبة كانت تقيم هنا، أما هي تأتي للمذاكرة فقط ثم تغادر الى غرفة صديقة لها.
رأيت سارة تكاد تبكي من شدة الخوف واسماء تستغفر وتوكل الله لمسؤول الاقامة، فطلبنا من الفتاة ان تخبرنا ان كانت لها صديقات لهن اماكن شاغرة بالغرف فأجابتني بالنفي، لكنها اشفقت علينا عندما لاحظت باننا نتحدث بلكنة مختلفة فعرفت اننا من الشرق واتينا من بعيد، فحاولت التخفيف عنا: " على كل حال الطابق الذي تحتنا يعج بالطالبات لاداعي للرعب، انتي تسمعين ضجيجهن من هنا ... سأحاول البحث لكن عن اماكن شاغرة عند صديقاتي ". فشكرناها واعتذرنا على ازعاجنا، لنعود للغرفة المشؤومة.
دخلنا غرفتنا وقررت ان انتشل الرعب من صدري صديقتي وقلت بصوت مرتفع: "هاه لم كل هذا الرعب؟ الغرف مثل غرف إقامتنا ولاشيء غريب، سننام حتى تشرق الشمس ونتجه نحو الملعب مباشرة "
جلست سارة على السرير الملطخ بمواد غريبة، قالت وهي تبدو حزينة: " ليتني لم أقبل المجيء، لااشعر بالراحة هنا ".
فتحت النافذة على مصراعيها وصفقت بكلا يدي وانا ارفع صوتي في وجه صديقتي المفزوعتين: " هيا يابنات والله أنا جادة، لم كل هذا الخوف بلا سبب ! ألا تلاحظان بأننا نبالغ في الأمر، هذه إقامة جامعية وليست بالبيت أو فندق حتى يطيب خاطرنا "
وأجابتني أسماء وهي ترتب الأفرشة: " أنا بصراحة مخنوقة بسبب إهانة ذلك المعتوه لنا (تقصد مسؤول الإقامة) أردت أن أحطم وجهه بلكمة واحدة (لان اسماء كانت طويلة وقوية البنية بينما المسؤول قصير وضعيف الجسد) أما كون الغرفة قديمة أو الرواق خاو لايهمني إطلاقا أستطيع النوم في كوخ بالجبل ولا أكترث للخزعبلات "
ضحكت في وجهها،  وابتسمت سارة بصعوبة لكن وجهها الشاحب لا يبشر بالخير، فحاولت التخفيف عنها وأشعلت لها بعضا من الأغاني الشرقية التي تفضلها، واقتربت من الخزانة لأخذ عصابة العين في حقيبتي حتى نخلد الى النوم فسمعت شخصا يدندن بالقرب مني بل كان اشبه بأنين فقلت لهما هل سمعتما ذلك؟
فاجابت أسماء بلا مبالاة: " ماذا الآن ؟ "
فرأيت سارة ترمي الهاتف جانبا وتنهض بسرعة وهي ترتجف: " أرجوك كفي عن إخافتي يا سعاد، ماذا سمعت؟ "
فأنكرت ماسعمته لأتفادى اخافتها لقد كانت أكبر خوافة عرفتها البشرية، ثم قلت: " لا شيء أعتقد أن فتاةً ما في الطابق السفلي مريضة، سمعتها تئن "
لكني كنت متأكدة أن الصوت لم يأت من الطابق السفلي، فحاولت تقصي مصدر الصوت فإذا بي أتفاجأ بالصوت يخرج من الخزانة المغلقة، كاد قلبي يتوقف لمجرد التفكير في أن مصدر الصوت قد يكون بالخزانة فحاولت الابتعاد قليلا ثم أشرتُ لأسماء بالاقتراب دون لفت انتباه سارة التي كانت غارقة في الحان إليسا قربتْ أسماء اذنها من الخزانة محاوِلة الإصغاء بحذر وبالفعل سمعت صوتا ليس كالذي سمعته أنا بل وصفته بخشخشة فأر أو حشرة ما.

التكملة 2

أقنعت نفسي بأنها مجرد صراصير تتحرك في الرف المغلق، وقررت الخلود للنوم مباشرة حتى نستيقظ باكرا، كانت سارة تغط في نوم عميق عندما قربنا الأسرة لننمام بجنب بعضنا، ثم تطوعت اسماء لتطفئ الضوء وانضمت الينا، لم يطل الوقت حتى دخلت هي ايضا في نوم عميق، وبقيت أنا احاول النوم لكني وجدت نفسي افكر في كل ماحدث منذ مجيئنا، حتى غبت عن وعيي تماما وتمكنت من النوم اخيرا.
استيقظت من حلم مشوش على صوت شخير، وتقلبت بجنبي لأرى هل كانت سارة أم اسماء فهما عادة لايشخران واخذت الجوال لأرى الوقت، تمنيت لو أن الصباح قد حل لكني تفاجأت بالوقت لا تمضي منه إلا ساعة، كانت تشير الى منتصف الليل.
عاد صوت الشخير ليبدو هذه المرة أكثر وضوحا لأني كنت مستيقضة، واتضح لي أنه لم يكن صوت شخير، توقفت عن الحركة وقطعت أنفاسي حتى أستمع للصوت جيدا فشعرت بضربات قلبي تزداد وبدأت استعيذ بالله من وسوسة الشيطان، عاد الصوت مرة اخرى وكان مخيفا جدا أشبه بأنين رجل ، كان صوتا رجوليا غليظا أو أشبه بشيء يقول "مممممم".
شعرت بغصة في أحشائي بعدما تأكدت من أن الصوت لم يكن لاسماء وسارة فقمت بايقاظ اسماء بصوت خافت وانا اهز كتفها برفق حتى تستيقظ سارة التي كانت نائمة بيننا، إستيقضتْ اسماء وبدت منزعجة : " لماذا يا سعاد دعيني انام والله حرام "
فقلت لها: " ششش لا تعلي صوتك يا اسماء رجاء، كأنه هناك أحد معنا بالغرفة... ارجوك استمعي "
ففتحتْ عينيها بصعوبة وبدت غاضبة جدا مني: " أي صوت؟ اوووه توقفي عن هذه التصرفات يا سعاد منذ وصلنا وانت صوت هنا، صوت هناك بالراحة علينا "
ولم تكمل حديثها حتى قاطعها ذلك الصوت ثانية وكان قويا هذه المرة
فمسكت اسماء فمها حتى لا تصرخ، ونضرت نحوي بعينين مرعوبتين تشير الي بأن الامر صحيح، وحاولت الكلام بصوت خافت: " اي والله صح، صح سمعته يا سعاد، ماكان ذلك؟ "
ورميتُ الغطاء استعدادا للنهوض من السرير لكني لم امتلك شجاعة كافية لمغادرته، فطلبت من اسماء ان تشعل الضوء، وتفاجأت بها تغطي وجهها بالوسادة وهي تهمس من تحتها: " ياربي ان شاء الله كابوس...مجرد كابوس يا اسماء لاتخافي"
وكنا نهمس فقط حتى لانثير ضجة : " ليس كابوس، دعينا نغادر هذه الغرفة، ربما هناك احد ما يتعمد اخافتنا (وكنت متأكدة بأن لا احد في الجوار لكني قلت ذلك لاخفف على اسماء)
كان كل ذلك يحدث في الظلام واستعنت بجوالي لرؤية مايوجد من حولنا، فلم يظهر شيء
استيقضت سارة من تلك الضجة وبدت مفزوعة تسألنا: " ما الامر مالذي حدث يا سعاد؟ كم الساعة ؟ "
ورفعت اسماء رأسها من تحت الوسادة وهمست لسارة: " حافضي على هدوئك، لقد سمعنا صوتا لا ندري مصدره "
وارتعدت مفاصل سارة من الخوف وقفزت نحوي دون ان تشعر: " هل هذا صحيح ياسعاد؟ لم اسمع شيئا "
واحطتها بذراعي محاولة التهدئ من روعها: " أنا متؤكدة من ان احدا بالجوار يحاول ارعابنا، فلتتشجع احدانا ولتشعل الضوء "
توقعت من اسماء النهوض لانها أشجع واحدة فينا لكنها لم تفعل، بقينا ننتظر سماع الصوت ثانية فبدى انه توقف، وهمست لصديقتي لاخبرهما انه صادر من خارج الغرفة، وما ان مرت لحظات حتى عاد ذلك الصوت اكثر حدة، سمعته سارة وتشبثت بي "ما هذا" هذه المرة اتضح لي بأنه قادم من تحت السرير حاولت تجاهل الواقع لكن اسماء همست وصوتها يرتجف : "يا بنات انه يصدر من تحت السرير، والله يا سعاد سمعته من تحت السرير" فقلت لها "اعرف ذلك، سمعته" وسارة تبكي : "اتوسل اليكما ان تتوقفا عن هذا، اشعلوا الضوء اشعلوا الضوء"
تشجعت لمغادرة السرير لكني شعرت بشيء ما يضرب السرير من التحت، كان يهتز ولم تلاحظ صديقتي ذلك لانهما يعتقدان باني انا من فعل ذلك عندما هممت بالنهوظ، وقفزت بسرعة اضع رجليّ على الارض فبدى لي زر الضوء بعيدا وبسرعة البرق قمت باشعاله، ولما اتضح كل شيء رأيت اسماء وسارة تنكمشان في رعب شديد، كنت اريد إلقاء نظرة تحت السرير لكني لم افعل ذلك، اتعرفون لماذا؟ لأني رأيت جسما اسود هناك يبدو متكورا، كان شديد السواد لكني لم استطع تحديد طبيعته، وبما اني كنت قريبة من الباب فتحته لأهرب وصرخت باعلى صوتي : " سارة، اسماء اهربا هناك شيء ما تحت السرير "
تركتهما ولم اعرف كيف تخطيت الرواق المظلم مستعينة بهاتفي، كنت أجري حافية لانقذ نفسي وانا أبكي من شدة الخوف حتى وجدت نفسي في ساحة الاقامة، ولا ادري كيف نزلت من أربع طوابق ولا علم لي بما حدث لصديقتي حينها، هرع إلي اعوان أمن الاقامة ليستفسروا عما حدث معتقدين بأن احدا ما هجم علينا، وبالفعل اخبرتهم بان هناك من تسلل الى غرفتنا رقم (..) الطابق الرابع، وكانت من بينهم امرأة اذكر انها صرخت علي وقالت لي: "ومن اين سيدخل رجل الى غرفة بالطابق الرابع ؟ كنا هنا ولم نرى احدا " فذهبت لتفتيش الغرفة بينما بقيت في الساحة اتحدث مع عون الامن لاخبره باننا لانقيم هنا، وان الغرفة مشبوهة لما وجدنا فيها من طقوس غريبة ليوقضنا الآن صوت غليظ يصدر من تحت السرير، فضحك واستدار نحو زميله قائلا : "هل أخبرها ؟" ثم استدار نحوي وبصوت خافت قال لي: "لا اقصد اخافتك لان مهمتي عكس ذلك، لكن الغرفة التي تتواجدون فيها تم غلقها منذ سنتين" انصدمت لسماع ذلك، لاني تذكرت حفنة الرماد التي كانت تحت السرير واختفت بعدها معتقدة ان صاحبة الغرفة هي من غيرتها، شعرت بقشعريرة في جسمي وتلعثم لساني من شدة الدهشة وكل ما استطعت قوله :" لاحول ولا قوة الا بالله " حتى سمعت صراخا ويبدو انها اسماء فجريت نحو مدخل المبنى ومعي اعوان الامن.

التكملة 3

في الغرفة التي تركت فيها صديقتي كانت اسماء وسارة تشعران باهتزاز السرير، وبعدما اخبرتهما بالهروب قفزتا مسرعتين نحو الباب للخروج، اخبرتني سارة ان الصوت توقف عندما خرجتا من الغرفة، وأكدت لي وجود شيء اسود تحت السرير لا يبدو مؤلوفا، ولما قررتا نزول السلالم تشجعت اسماء للعودة الى الغرفة قائلة : " سارة هل تصديقن ان ما سمعناه حقا قد يكون جنيا؟ والله انا متؤكدة من ان احد الطالبات تحاول اخافتنا"  وتوسلتْ سارة اليها ان لا تتركها وحيدة بالسلالم لكن اسماء اصرت على تفقد الغرفة مرة اخرى، وكانت اسماء من النوع الذي لا يصدق بوجود مخلوقات غريبة تتعامل بشكل مباشر مع البشر، فالجن في عالم آخر لا يعلم مكانه الا الله، لكن سارة ضلت تبكي وهي متشبثة بذراع اسماء تتوسل اليها بعدم العودة.
خطت اسماء خطوة نحو الوراء لالقاء نظرة اخيرة نحو الغرفة التي تبدو بعيدة لتنصدم برؤية الضوء منطفئا بها، حينها اخذت بيد سارة ونزلتا الطابق، واثناء هبوطهما التقيتا بعون الامن التي كانت تصعد السلالم ورفعت سارة صوتها معتقدة بانها شبح، فصرخت بوجهها عون الامن وأمرتها بخفظ صوتها : " قلة ادب ! الناس نيام، وهناك من عنده امتحان غدا هل تربيتما في زريبة ؟ " وعندما اتضح لاسماء انها كانت عون امن صبت جم غضبها عليها وبدأت ترفع صوتها بشكل هيستيري وكادت تدخل في مناوشات معها.
تدخلت أنا لافك الشجار وشددت اسماء من ذراعها وطلبت منها ان تهدِّئ من روعها، وكنا لا نزال في السلالم بوسط المبنى، سارة كانت تبكي وحاول عون الامن التخفيف عنها : " لا تبكي يا اختي نحن هنا معك، ... هذا يحدث كل يوم تقوم الفتيات بإخافة بعضهن باصوات غريبة ومقالب اليس كذلك يا نورة ؟" وهو يوجه كلامه نحو زميلته التي تبدو عصبية وصارمة، ولا تجيبه بل تشير له بالصعود نحو الغرفة فصعدا السلالم، بينما عدنا نحن الى الساحة.
بعد ربع ساعة رأيت عون الامن مع زميلته يخرجان من المبنى يتحدثان بينهما وكأن شيئا لم يكن، لتقترب منا تلك المرأة العابسة وترمي بمفاتيح الغرفة الى حجري قائلة : "وجدنا عفريتا يرقص الزومبا بغرفتكم " ثم ابتسمت ببرودة وغادرت دون ان تضيف شيئا، وضحك زميلها ساخرا منا : " لم لم تدعوان للرقص معه؟ تعرفان كم احب العفاريت هاهااا "
بينما تقدم نحونا الذي فتش الغرفة ليحدثنا بلطف: "اخبرتكم أنه لا شيء يدعو للخوف، مجرد طالبات بالجوار يحاولن اخافتكم"
وبدأت اسماء تفقد اعصابها واجابته غاضبة : "وهل فتشت في الجوار؟ هل طرقت ابواب الغرف لتعرف ان كان هناك احد؟ لقد سمعنا الصوت من تحت السرير وكان يهتز"
وحاول عون الامن الذي يبدو قليل الادب مثل زميلته التي غادرت ان يكتم ضحكته، لكن الرجل الذي فتش غرفتنا كان اكثرهم تفهما رغم عدم تصديقه لما نقوله واصراره على انه مقلب من احدى البنات بالجوار، فاجاب اسماء بهدوء: "ليس السرير من يهتز يا اختي، تفقدنا الغرفة التي كانت بالطابق السفلي تحتكم مباشرة، وجدنا فتيات لازلن صاحيات لان لديهن امتحان، وربما حاولن التخفيف من توترهن باللعب و محاولة اخافتكن، هذا مايفعلنه دوما حتى في الاقامة التي اتيتما منها يوجد هذا النوع"
لم نقتنع بكلامه اطلاقا لان الصوت بدى قريبا والسرير كان يهتز وكأنه ارجوحة، اجابته اسماء بحدة : "سامحنا على ازعاجك ربما كنا نهلوس (واشارت الى سارة) انظر اليها ستفقد وعيها من شدة الخوف لما حدث معنا وانتم تحسبونه مجرد صوت سمعناه جعلنا نخرج بثياب النوم"
غادر اعوان الامن بعدما طلبوا منا العودة للغرفة لان ليس بها شيء، واقسمنا ان نبيت بالساحة على ان نعود اليها، تبادلنا الحديث بيننا ونحن لا نزال نرتجف واخبرت صديقتيّ ان سبب هروبي من الغرفة هو رؤيتي لجسم غريب تحت السرير، استفاقت سارة من غيبوبتها وهي تقسم و تؤكد لي بأنها  هي ايضا رأت جسما غريبا تحت السرير، وان ضوء الغرفة انطفأ بعد ان غادرتا الرواق، وصعقتُ لسماع تلك التفاصيل التي زادت من اصراري على عدم دخولها ثانية.
بعد عدة دقائق اقترب منا عون الامن الطيب ليبتسم لنا قائلا: "هل تجاوزتم خوفكم الآن؟"
واخبرته باننا نفضل الموت على العودة اليها، وبعدما تفحص وجوهنا المرعوبة تأكد من ذلك، وبدى أنه كان متعاطفا مع سارة وقدم لها قارورة ماء، "اتصلت باحدى قريباتي هنا تقيم في المبنى (..) وستقضون الليلة عندها" تهلل وجهي فرحا للخبر وكدت اسلم على رأسه وشكرناه لطيبة قلبه وادبه معنا، واضاف ضاحكا: "وهل سأترككن هنا ترتجفن حتى طلوع الصبح، اصلا هذا ممنوع وتعرفن ذلك جيدا، لكني متأكد بانكن ن تعدن لتلك الغرفة مهما حدث لذلك اتصلت بقريبتي "
 ونظر من حوله ثم استدار نحونا وقال بصوت خافت: "اريد ان اخبركم سرا، لكني اخشى ان يزيد هذا من سوء حالتكم" فاخبرته بان زميله كشف السر قبله بان الطالبات يرفضن الاقامة بتلك الغرفة، ثم أكد لي ذلك حقا ليضيف بعض التفاصيل التي خطفت ما تبقى من انفاسنا  مثل كون الغرفة تعود لطالبة مريضة نفسيا انتحرت برمي نفسها من تلك النافذة منذ سنتين، وان الفتيات بالجوار يرفضن المبيت هناك والرواق شبه مهجور، لذلك يقوم مسؤول الاقامة بتوجيه الغرباء للمبيت هناك، لكنه لا يصدق كل ما يروج له لان الطالبات اصبحن يؤلفن القصص حولها، وكم من مرة كسرن باب الغرفة لاصدار اصوات مخيفة منها، ورسمن على حيطانها رموز غير مفهومة ليدّعوا انها طقوس سحر وان روح الطالبة لا تزال تحوم بداخلها وياما قصص وخرافات يستمتعن بتأليفها لاخافة طالبات جدد.تحدثنا طويلا مع الرجل ورغم كل ذلك بدى غير مصدق تماما لقصتنا وكان يمسح ذقنه كل مرة كأنه يعارض حديثنا نوعا ما.

النهاية

كانت الساعة تشير للواحدة ليلا عندما اتت قريبته "هدى" لتأخذ بنا لغرفتها، وسألتنا ان كنا بحاجة لأخذ أغراضنا بتلك الغرفة،  لكننا ارتمينا على أسِرّة غرفتها ولم نستطع الرد عليها من شدة الارهاق.
في صباح اليوم التالي رافقتنا للغرفة المشؤومة لاخذ اغراضنا ودخلنا نتفقد زواياها بعدما تجاوزنا مرحلة الرعب وتلاشى الظلام، رأيت رف الخزانة الذي كان مغلقا قد تم فتحه ولم استفسر ان كان اعوان الامن من فعلوا ذلك ام لا، تفقدتْ اسماء زر المصباح ليشتعل بشكل عادي ثم بقينا نروي تفاصيل الحادثة لهدى وهي تتفاعل معنا بعفوية وكانت الوحيدة التي صدقت ما نقوله وحتى انها نبهتنا الى حفنة الفحم التي كانت بالخزانة المغلقة بعدما اختفت من تحت السرير وقمت بتصويرها احتفاظا بذكرى الحادثة، صورت الغرفة وشاركت قصتي في الكثير من صفحات الفايسبوك ... هناك من تعاطف معي وهناك من سخر مني ووصفني بالكاذبة و المهلوسة التي تتعاطى المخدرات.
انهت سعاد كلامها وكانت اثناء سردها لما عاشته تكتم دموعها، ورغم ان الحادثة مر عليها ثلاث سنوات الا انها كلما تذكرتها تملكها الخوف والرعب، وكيف أن ذلك اليوم قد غير من حياتهم جذريا حتى أن سارة ارتدت حجابا شرعيا بعد ذلك بايام واسماء توقفت عن السخرية من كل فتاة تخبرها بتجربتها مع الرقية والجن واصبحت تتعاطف مع كل من مر بنفس التجربة،
"لأن ما عشناه قد يبدو مشهدا من فلم رعب خيالي، وقد تنجح كلماتي في وصف ذلك المشهد، لكنها ستفشل بجعلك تصدق الامر، لهذا تحاول دموعي فعل ذلك" ثم تغادر المكان وهي تمسح دموعها.
-انتهى-

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

شكرا على تفاعلك معنا، سيصلك الرد لاحقا