القائمة الرئيسية

الصفحات

أجمل قصة حب قصيرة مكتوبة عن التضحية والوفاء - قلبي مرآتك

قصة حب قصيرة اجمل قصة حب اجمل قصة رومانسية قصة حب و عشق و غرام

سأعرض عليكم واحدة من بين أجمل قصص الحب التي قرأت عنها والتي تعبر عن التضحية والحب الحقيقي الذي يخلو من المصالح وحب المظاهر، إنه الحب الصادق الطاهر الذي نفتقده اليوم

في قرية روسية يعيش رجل ثري مع ابنته جوليا في منزلهم الفخم، كانت جوليا شابة في غاية الجمال بشرتها معتدلة بين البياض والسمرة، عينيها واسعتين بلون السماء الصافية وشعرها مثل خيوط الحرير بلون خشبي فاتح وشفتين مثل الكرز في طراوتها وحلاوتها. كان رجال القرية يتسابقون للفوز بقلبها ويحلمون بها زوجة لهم، لكنها لم تقبل أحدا منهم لأنها تعرف أنهم يريدونها لجمالها فقط.


ذات يوم إستأجر والدها بستاني من أهل القرية للإعتناء بحديقته وكان لوكاس شابا فقيرا لكنه أصيل وصادق ، يعمل بجد في حديقة الرجل و بين الفترة والأخرى تلتقي به جوليا وتجري بينهما محادثات قصيرة حتى وقعت في غرامه وأخفت ذلك عنه، وكان هو أيضا معجب بها لكنه خشي ان ترفضه جوليا لاختلاف المستوى بينهما، فهو بالكاد يجني لقمة عيشه .

تشجعت جوليا ذات مرة وصارحته بمشاعرها، وطار لوكاس فرحا غير مصدق ماسمعه وأخبرها انه هو ايضا واقع في حبها، ولم يتردد في طلب يدها للزواج لكن والدها رفض بسبب فقره و نسبه المجهول وقام بطرده من بيته، إلا أن جوليا أصرت على الزواج به وهددت والدها بالهرب معه، فقبل والدها لكن بشرط ان يعيشا خارج القرية ويتحملا نفقة عيشهما .

تم الزواج وعاش الزوجين في حب وسعادة رغم الفقر الذي يعانيان منه، وعمل لوكاس تاجرا وكان يتنقل الى المدينة حتى يبيع سلعه ويضل هناك أسابيع عدة ليعود الى زوجته حاملا معه لقمة العيش .

أثناء غياب زوجها أصاب جوليا مرض جلدي نادر تسبب في تشوه وجهها و جسمها بالكامل، فأخبرها الأطباء بأنه لايوجد علاج لهذا المرض وعليها أن تتعايش معه حتى يأتي أجلها، فكرت في مراسلة زوجها لإخباره لكنها كلما نظرت للمرآة ترددت في ذلك، وقطعت أخبارها عنه وكلما راسلها لاترد عليه، وضلت تبكي ليل نهار منتضرة أن يعود زوجها وينصدم لمنظرها البشع .

عند عودة زوجها إرتدت جوليا قناعا تخفي به وجهها البشع وفتحت له الباب لتتفاجأ برؤيته مرتديا نظارات شمسية، فسألته عن السبب فأخبرها بأنه تعرض لحادث في المدينة أفقده بصره ولم يرد اخبارها حتى لا تفزع . فبكت جوليا لحال زوجها وخلعت القناع من وجهها فهي لم تعد بحاجة له .

إشتد المرض بجوليا وبدأت تفقد توازنها حتى أصبحت طريحة الفراش ورغم ذلك كان زوجها قادرا على الإعتناء بها وبنفسه، وكلما جلست لوحدها تبكي يأتي إليها ويخبرها بأنه لن يتخلى عنها أبدا ويذكرها بأيام تعارفهما ويتساءل كيف لأجمل إمرأة في الكون أن تبكي . 

تبتسم جوليا وتستأنس بكلام زوجها الدافئ، وكان ذلك يخفف من معاناتها حتى أنها تخلصت من جميع المرايا بالمنزل لأنها تفضل أن ترى نفسها في أعين زوجها الذي لايزال يراها أميرة كالسابق، ويحتفظ بجميع تفاصيلها التي يعشقها، لم تعد تخشى شيئا الآن! وهي في حضن زوجها تشعر أنها أكثر حظا من أجمل نساء الأرض .

توفيت جوليا بسبب المرض الذي فتك بجسمها، وأحاط الناس بلوكاس يعزونه في فقيدته التي كانت توأم روحه واقترح عليه أحدهم أن يوصله لبيته كونه اعمى ولايقدر على السير، فخلع لوكاس نظارته وابتسم للمعزين قائلا: ياجماعة! أنا لست أعمى !

إنصدم الناس ولم يصدقوا ماسمعوه، فما الفائدة من التظاهر بالعمى؟ هل هذا ضرب من الجنون؟

وأجابهم لوكاس مقاطعا تساؤلاتهم: هذه المرأة التي ترقد تحت التراب تعامت عن فقري وقلة حيلتي، لقد أحبتني كما أنا وعشقت جوهري وتخلت عن أهلها ومالها من أجلي، فكيف لا أتعامى عن مرضها وقلة جمالها ؟ لم أكن لأهتم بتشوه وجهها لكني أدرك جيدا بأنها ستتألم إن رأيتها بتلك الحالة ومهما أقنعتها بأنها ستضل أجمل إمرأة في عيني فسوف يجد الشك طريقا إلى قلبها ولن تقدر الكلمات على وصف حبي لها، لذلك إرتأيت أن أتظاهر بالعمى حتى تصدق كل ماأقوله ويرتاح قلبها، وترى جمالها بعيني أنا لا بعينيها، وأن ترى إنعكاسها في قلبي أنا لا في مرآتها، وهكذا يجب على الحب أن يكون .

تعليقات