ماهو التسويف؟
التسويف عبارة عن تأجيل العمل الى وقت لاحق بحجة أن لديك المزيد من الوقت لتنجزه متى شئت، فينتهي بك الأمر إلى وضع نفسك في حيز ضيق من الوقت مما يؤدي بك في النهاية إلى الغاء الواجب المطلوب منك أو عدم إتقانه بالشكل المطلوب. لذلك سمي بالتسويف الذي جاء من كلمة سوف والتي ترمز الى وقت لاحق .
يقع الكثير من الطلاب ضحية التسويف أثناء المذاكرة، بحيث تجد الطالب يتهرب لا شعوريا من كل ما يسبب له القلق ويتجه إلى ملهيات أخرى ، وهذه طبيعة الإنسان أن يتهرب من الألم بحثا عن المتعة اللحظية، ولا نقصد هنا التسويف اليومي في الأمور البسيطة بل يكون التسويف خطيرا عندما يصبح أسلوب حياة أوعادة متأصلة من شأنها أن تمدر المستقبل الدراسي والمهني للشخص المماطل . عليك إذن أيها الطالب معرفة طرق التخلص من المماطلة والتسويف قبل أن تدمر مستقبلك .
خطوات التخلص من التسويف أو الممطالة
1. خطط قبل النوم
التخطيط مهم جدا جدا !!! يساعدك على معرفة ما يجب عليك فعله بالضبط في ذلك اليوم، لذلك يفضل أن تقوم بكتابة قائمة المهام اليومية قبل أن تخلد للنوم حتى تستيقظ في اليوم التالي وتبدأ في إنجازها مباشرة، لأنك عندما لا تخطط لما ستفعله في الغد سوف تضيع الكثير من الوقت وأنت تفكر عما ستبدأ به أولا وتقع في فخ التشتت وتدرس بطريقة عشوائية، وبما أن أفكارك غير مرتبة وأهدافك اليومية غير واضحة يلجأ عقلك إلى التسويف وتأجيل المذاكرة لوقت لاحق .
2. تقسيم العمل إلى مهام صغيرة
عندما ترى أمامك جبلا من الواجبات ستبحث لاشعوريا عن طريقة للتهرب من كل ذلك، وفعلا التسويف هو أحسن حل يلجأ إليه عقلك "هذا كثير سأدرسه لاحقا" "هذا صعب يجب تخصيص يوم كامل له" "هذا الدرس سأتفقده في الصباح" هكذا يتحدث صوتك الداخلي . لذلك عليك اللجوء إلى حيلة فعالة في القضاء على المماطلة وهي تقسيم جبل الواجبات إلى مهام صغيرة جدا وسخيفة لدرجة تمنعك من تأجيلها .
حسب دراسة أجريت بجامعة كاليفورنيا فإن تقسيم الهدف إلى مهام صغيرة تجعل منه هدفا خفيفا وسهل الإنجاز ، وذلك يعود إلى الشعور بالتحفيز كلما أنهيت مهمة صغيرة وتعتبر هذه الطريقة خدعة للعقل حتى يفرز الدوبامين وينقص من هرمون القلق .
3. كافئ نفسك بعد كل مهمة
حسب نفس الدراسة فإن بعض الطلاب يعتبرون إفراز الدوبامين كافيا للشعور بنشوة الإنجاز ولا حاجة لمكافأة النفس لمواصلة إنجاز المهام الأخرى، بينما يجد البعض الآخر ذلك غير كاف لتخفيف التوتر فيلجأ لمكافأة نفسه بعد كل مهمة صغيرة عن طريق تناول المقرمشات أو السكريات ، أو مشاهدة برنامجه المفضل لنصف ساعة مما يزيد من فرص النجاح . ونوهت هنا إلى ضرورة التنويع في المكافأة بعد كل مهمة
4. إجعل الأمر يبدو مرحا
يميل العقل إلى التسويف والمماطلة كلما أدرك أن ما ينتظره مهم ويقرر مصيره، لكنه عندما يفكر بأن المذاكرة مجرد لعبة تعتمد على إختبار الذاكرة والفهم فذلك يجعله متحمسا للخوض في تلك اللعبة حتى يختبر قدراته عوض النظر إلى الأمر على أنه تقرير مصير، لأن الإسم الذي تطلقه على مهمتك يحدد بلوغ هدفك من عدمه .
وهذا مثبت علميا، في دراسة قام بها علماء النفس بجامعة شيكاغو تم جمع أشخاص يعانون من المماطلة والتسويف وتم تقسيمهم لفريقين، وزعوا على الفريق الأول أوراق على أنها اختبار رياضيات لقياس ذكائهم، بينما وزعوا نفس الأوراق على الفريق الثاني وأخبروهم أنها لعبة ألغاز ممتعة، وعند الحصول على النتائج إتضح أن الفريق الأول لم يحرز أية نتيجة والسبب أنهم يتهربون قدر المستطاع من الإختبار لأنه يشعرهم بالملل ويسبب الاجهاد، بينما الفريق الثاني حصد نتيجة مذهلة في الاختبار الذي اعتبروه مجرد لعبة. وهنا تم التوصل إلى مدى تأثير الأوصاف التي نطلقها على الأشياء في تحفيزنا أو تحطيم معنوياتنا . المصدر العلمي
5. نم بقدر كاف
عدم حصولك على ساعات كافية من النوم يجعلك أكثر عرضة لتأجيل عملك، السبب الأول يعود لعدم قدرة عقلك على استيعاب وتحليل المعلومات فيلجأ للتسويف حتى يتجنب الإجهاد ، السبب الثاني هو جسمك المرهق الذي يدفعك للإستلقاء وأنت تدرس فتميل للتشتت والسرحان أو النوم، وتأجيل المذاكرة لوقت لاحق . لذلك تأكد من أنك تحصل على قدر كاف من النوم حتى تستعد نفسيا وجسديا لإنجاز المهام . المصدر العلمي 2
6. إرمي الجوال بعيدا
من المعروف عن الهاتف أنه العدو الأكبر للطالب أثناء المذاكرة، لما يسببه من تشتت الذهن والدخول في متاهة "معرفة المزيد" بحيث تنتقل من تطبيق لآخر ومن موقع لآخر معتقدا أنك تستفيد من شيء لكنك تضيع وقتك بلا فائدة . لذلك عليك إبعاده كليا عن ناظريك أثناء المذاكرة وكذلك الأمر بالنسبة لكل الأجهزة التي تشتت تركيزك حتى لا تقع فيما يسمى rabbit hole .
7. توقف عن جلد نفسك
في مقال علمي نشر بجامعة أوتاوا الكندية أثبت علماء النفس إلى أن مسامحة الطالب لنفسه على المماطلة في الماضي تساعده في القضاء على المماطلة في الحاضر عند انجاز نفس المهمة، وحرز نتائج دراسية أعلى ممن يلوم نفسه على التسويف . وأشارت الدراسة إلى أن جلد الذات قبل المذاكرة يعتبر خطأ فادحا يقع فيه الطالب، وقد يقوده لاشعوريا إلى اليأس والتوتر مما يؤدي بلا شك إلى التهرب والتسويف في حلقة مفتوحة من اللوم والمماطلة .
عدم مسامحة النفس= ممارسة نفس العادة= نفس النتائج
كن متسامحا مع نفسك! سامح نفسك على كل أخطائك الماضية، ربما في السابق لم تكن تعلم ما يجب عليك فعله لكنك اليوم صرت تعرف ما يحدث في عقلك وصرت تعرف كيف تتصرف للقضاء على التسويف بخطوات بسيطة جدا ! بدء من هذه اللحظة إعزم على إتمام مهامك في وقتها وتوكل على الله .
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا على تفاعلك معنا، سيصلك الرد لاحقا