لماذا نحتفل بعيد المرأة - تعرف على قصة اليوم العالمي للمرأة

مسيرة الكفاح من أجل حقوق المراة

اليوم العالمي للمرأة تاريخ حافل بالنضال والمقاومة، بدأ بظهور احتجاجات نسوية بنيويورك سنة 1857 في الثامن من مارس، حيث خرجت الاف النساء العاملات من الطبقة الكادحة للشوارع للمطالبة بتحسين الدخل، لكن هذه المظاهرات النسوية قوبلت بالعنف والاعتداء من طرف الشرطة، لكن رغم ذلك فقد نجحت تلك التظاهرة في لفت أنظار السياسيين الذين وعدوا بالنظر في مشكلة المرأة العاملة، مما ادى لتشكيل منظمة حق المرأة في التصويت على يد اشهر ناشطة في حقوق المرأة سوزان انتوني ، مدافعة عن المرأة الافريقية المستعبدة وحق المرأة عموما في التعليم والإرث، بجانب الناشطة اليزابيث كادي ستانتون إلا أن المنظمة انقسمت لمنظمات تهتم بحقوق المرأة على مستوى الولايات فقط.

في سنة 1890 نجحت سوزان انتوني وستانتون في توحيد المنظمات المتفرقة إلى المؤسسة الوطنية الأمريكية لحق المرأة في التصويت NAWSA ، وضلت اليزابيث ستانتون تناضل حتى توفيت سنة 1902 بسكتة قلبية دون أن ترى حلمها في التصويت يتحقق، وتركت وصية لأبنائها للتبرع بدماغها في سبيل العلم حتى تدحض خرافة أن دماغ الرجل أكثر تطورا من دماغ المرأة لكن أبناءها لم ينفذوا وصيتها، وبعد اربع سنوات لحقت بها رفيقة دربها سوزان انتوني تاركة مشوارها لمناضلات الجيل القادم .

 في سنة 1906 ظهرت أليس بول Alice Paul خريجة جامعة بنسيلفانيا بدرجة ماجستير في العلوم السياسية وعلم الاجتماع ،وهي ابنة احدى ناشطات منظمة "Nawsa"  نشأت متشبعة بفكرة المساواة والدفاع عن حقوق المرأة لتكمل مسيرة والدتها، وبعد انتقالها الى لندن واصلت دراستها واعتقلت عدة مرات بسبب احتجاجها على حق المرأة السياسي واضرابها عن الطعام،  لتعود الى امريكا سنة 1910 وتناقش رسالتها عن "الموقف القانوني للمرأة في بنسيلفانيا" التي عرضت فيها تاريخ الحركات النسوية في الولايات المتحدة وشددت على منح المرأة حقها في التصويت، لتتحصل بعدها على درجة الأستاذية في علم الاجتماع، ويتحقق مطلبها الرئيسي سنة 1920.

كيف تم اختيار 8 مارس يوم عالمي للمرأة؟

يعود اصل تاريخ 8 مارس الى سنة 1908 بعد الاحتجاجات النسوية بنيويورك بقيادة عاملات مصنع النسيج تنديدا بالظروف المزرية التي يعانينها في العمل، طالبن بتخفيض ساعات العمل ورفع الأجور، وحصول المرأة على حقها في الانتخاب، بالاضافة الى وقف تشغيل الاطفال. بحيث خرجت 15 الف عاملة من بينهم نساء اوروبيات الاصل، حاملات قطع الخبز وباقات الورود في رسالة الى ضرورة تحسين المعيشة ونشر السلام.

 بعد مرور عام وتخليدا لذكرى مسيرة الخبز والورد، دخلت 20 الف عاملة نسيج في اضراب لمدة 13 اسبوعا مطالبات بتحسين ظروف عملهن ورفع اجورهن، وجذبت هذه المسيرة نساء من الطبقات الوسطى رفعن نفس شعار المساواة والمطالبة بحقوقهن السياسية، وبدأت الحركات النسوية تستعيد نشاطاتها بقوة سنة 1910 بعد عودة السياسية أليس بول من لندن متسلحة بالعلم وروح المقاومة .

وبعد نجاح المظاهرة في امريكا اقترحت السياسية الالمانية كلارا زتكن Clara Zetkin في مؤتمر كوبنهاغن 1910 تخصيص يوم في السنة للمرأة ونظالها بأمريكا، ورحبت بالفكرة 100 امرأة حاضرة بالمؤتمر من 17 دولة عبر العالم. وهو ماتم تبنيه في الدول الأوروبية وروسيا، حيث تم الاحتفال بعيد المرأة اول مرة في 19 مارس 1911 في كل من المانيا، دانمارك، استراليا وسويسرا، وأعلن يوم عطلة بروسيا سنة 1913 وتم رد الاعتبار للنساء اللاتي يقاسين ضروف الحرب العالمية الاولى وحدهن في غياب ازواجهن ، كذلك الأمر بأمريكا سنة 1914 تم اعتبار 8 مارس يوما رسميا للمرأة والسبب حينها أن اليوم صادف عطلة الاسبوع مما دفع بالنساء للخروج بحشود كبيرة .

وتم السماح للمرأة بالتصويت اول مرة عام 1920 بعد قرن من النظال، وأعلن 8 مارس يوما عالميا للمرأة من طرف الأمم المتحدة كان سنة 1977 لاول مرة .

مطالب النساء في المسيرات

وليومنا لايزال العالم يحتفل بعيد المرأة، ولاتزال النساء يطالبن بحقوقهن المتمثلة في الحماية من التحرش والتركيز على مكانة المرأة في المجتمع، ويحملن شعارا لمسيرتهن يختلف من سنة لأخرى، يرتكز على عشر مبادئ وهي:  العدالة، الكرامة، الأمل، المساواة، التعاون، الاصرار، التقدير، الاحترام، العطف والتسامح .

كيف يحتفل العالم بعيد المرأة ؟

يعتبر اليوم العالمي للمرأة يوم عطلة، في اكثر من 20 دولة حول العالم من بينها افغانستان، كوبا، روسيا، وفيتنام.... .في معظم الدول يقوم الرجل بتقديم هدية رمزية لكل من الأم، والاخت والزوجة والصديقة والزميلة .

وفي بلدان اخرى يعتبر 8 مارس عيدا للأم بحيث يقوم الأطفال بشراء هدايا لأمهاتهم وجداتهم، بينما في بلدان مثل النيبال والصين يكون يوم عطلة للمرأة العاملة .

أما في الولايات المتحدة فلا يعتبر عيد المرأة يوم عطلة، لكن هذا لا يمنع من الاحتفال به في معظم الولايات الامريكية، وتنظيم نشاطات سياسية و محاضرات للاشادة بتاريخ نضال المرأة وحماية حقوقها .