القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخص رواية اثنا عشر عاما من العبودية | سليمان نورثب

ملخص رواية اثني عشر عاما من العبودية

ملخص رواية اثني عشر عاما من العبودية

سليمان أو سولمون نورثب رجل اسود ولد حرا سنة 1808 في "مينيرفا" بولاية نيويورك التي كانت تحظر العبودية،  تلقى تعليما جيدا وتعلم عزف الكمان، اب لثلاثة اطفال يعيل اسرته بالعمل كمزارع في الحقول والتجول بكمانه للعزف في الحفلات والاعياد أما زوجته فقد كانت طاهية ماهرة تساعده على النفقة بالعمل في مناسبات عامة وعائلية او مقاهي.  

في تلك الفترة كان يتم استعباد السود قانونيا بالولايات الجنوبية بحيث يجبرون على العمل لاسيادهم تحت اشد انواع التعذيب والاهانة. بينما كان معضم  السود في الشمال يتمتعون بالحرية. واثناء اقامة سولمون في فنادق بنيويورك كان يلتقي عبيدا برفقة اسيادهم ويبدو معظمهم متأنقين ولا تصعب عليهم الحياة، ثم ان تعامله مع البيض جعله يحتفظ بصورة جيدة عنهم رغم تنديده لقانون الرق. 

تغيرت حياة سولمون للأبد بعدما تعرض للاختطاف في واشنطن سنة 1841 من طرف رجلين من الجنوب قاما بدعوته للعزف في سيرك بواشنطن بعدما أغرياه بمبلغ مالي ضخم، وقبل الانتقال الى واشنطن اتجه سولمون مع الرجلين الى الجمارك لاستخراج وثائق تثبت حريته لأنهم على وشك الدخول الى منطقة تجيز العبودية. بعد دخولهم لبنسيلفانيا دعاه لشرب الكحول حتى الثمالة وذهب حينها غي غيبوبة ليستفيق ويجد نفسه مقيدا باغلال وسلاسل وقد تم بيعه في سوق العبيد بواشنطن.

تعرض لأشد انواع التعذيب بسبب رفضه للقب عبد وكان اول مالكيه صاحب حضيرة ويليامز ويدعى "بيرتش" هدده بانهاء حياته ان تفوه بكلمة عن نيويورك او حريته. اشبعه ضربا بالسوط والعصا حتى يكف عن القول بأنه رجل حر من نيويورك، بل تم تغيير هويته على انه "بلات" من جورجيا.

في تلك الحضيرة التقى بعبيد اخرين من بينهم  "اليزا" ام لطفلين ، واثناء نقلهم الى اوريليانز على متن سفينة خطط مع عبدين اخرين على اغتيال القبطان والاستيلاء على السفينة، ودرسا مخططهما جيدا حتى حانت ساعة التنفيذ ليصاب احد الرجلين بمرض أشيع على انه الجذري، فيموت هناك ويتم رميه في البحر وهكذا تلاشت احلام سولمون وفكر مرات عدة برمي نفسه في البحر الى ان التقى بشاب انجليزي عرض عليه المساعدة بعدما اخبره عن قصته وكيف تم اختطاطفه، فكتب رسالة الى اهله ب"ساندي هل" وفور هبوطهم من السفينة قام بارسالها الى مكتب البريد واشار لسولمون بنفاذ المهمة.

عند وصولهم لحضيرة العبيد ب "نيو أورليانز" قام سولمون بوصف وحشية الرجال البيض وكيف أن فرقعة السياط وانين العبيد الاطفال منهم والشيوخ كانت كل ما يسمع في الأرجاء، وهناك تم شراؤه بسعر جيد لكونه يتمتع بصحة جيدة و يجيد عزف الكمان، من طرف  كاهن يدعى "ويليام فورد" هو و اليزا التي قاموا بفصلها عن ولديها وكيف كانت تتوسل للسيد الذي اشترى ابنها ذو العشر سنوات بأن يأخذها ولو مجانا لكن مالكها ابى ان يمنحها للمشتري مجانا، فودعها ابنها واعدا اياها بأن يكون صبيا مطيعا، ولم تتجرع بعد الم فراق ابنها ليتم انشال ابنتها الصغيرة ايضا من بين يديها لتنهار في مشهد وصفه الكاتب  بأكثر المشاهد قساوة صادفها بحياته كلها.

فانتقل هو واليزا وبعض العبيد الاخرين لمزرعة الكاهن الذي وصفه بطيب القلب وقضى بضعة اشهر بمزرعته يقطع الخشب ويعمل في حقوله من الفجر حتى اخر ساعات الليل، لكنه يتعرض لمضايقات من طرف النجار العنصري "تبيتس" ويزداد التوتر بينهما لحد محاولة قتله.

في النهاية يتعرض سيدهم للافلاس ويظطر لبيع عبيده ل " ادوين ايبس" ويمضي سولمون نورثب عدة سنوات تحت إمرته  بالجنوب العميق يتعرض فيها للضلم ويصف مشاهد تدمي العين عن قساوة المالكين ومعاملتهم للعبيد وكأنهم حيوانات واغتصابهم للفتيات وقتلهم لكل من يندد بوضعه،وباءت جميع محاولاته في التواصل مع اهله واصدقائه بالفشل الذريع بيد ان كسب ثقة شخص يحافظ على رسالته كان شبه مستحيل في تلك المنطقة قبل ان يتعرف اخيرا على الشاب الكندي الذي يهتم بقضيته وينقذه من براثن العبودية في عام 1853.

 كيف عادت الرواية الى الحياة 

رواية 12 عاما من العبودية عبارة عن مذكرات لاحداث واقعية عن العبودية في أمريكا قبل اندلاع الحرب الاهلية الأمريكية  (1861 – 1865)، سجلها سولمون نورثب في كتاب فور عودته الى الحرية بمساعدة "ديفيد ويلسون"، الذى قام بتحريره عام 1853 وتحمل تفاصيل عن تسخير السود للعمل بالمزارع ومختلف الصناعات دون مقابل الأمر الذي  ساهم على رفع اقتصاد الجنوب الامريكي بتلك الفترة، وتحمل الرواية تفاصيل شنيعة عن انعدام الانسانية في قلوب مالكيهم، ووحشيتهم في التعامل مع العبيد كأنهم آلات صناعية مما يفسر سبب رفض ولايات الجنوب الامريكي التصويت لصالح الرئيس الامريكي "ابراهام لينكولن" الذي اقر بانهاء نظام الرق في الولايات المتحدة.

 وقد لاقى الكتاب نجاحا كبيرا ما جعله من أكثر الكتب رواجا فى ذلك الوقت، الا أنه اختفى بعد ذلك من المكتبات واختفى نهائا من ذاكرة الناس لما يقارب قرن  ليتم اكتشافه سنة من طرف مؤرخة بجامعة لويزيانا وهي "سو ايكين" بعدما قامت بتتبع حياة سولمون نورثب عن طريق تحريات في الاماكن والعائلات لتي ذكرها في كتابه ليصبح موضوع اطروحة ماجستير سنة 1968 ويخرج للعلن مجددا وتتم ترجمته الى 28 لغة ( المصدر )

كما تم انتاج فيلم عن قصة هذا الكتاب، وحصد العديد من الجوائز، منها جائزة أوسكار لأفضل فيلم لعام 2014 من بطولة براد بيت .

رأيي الشخصي في رواية سولمون نورثب

الرواية أعتبرها من أجمل الروايات الواقعية والحزينة التي قرأتها لحد الآن ، لم أبك في حياتي وأنا أقرا كتاب لكن رواية سولمون هذه آلمتني بشدة، بكيت وأنا أقرأ تفاصيل الجلد بالسوط للفتيات والأطفال، بكيت وأنا أقرأ عن الأم التي فارقت ابنيها ولم تشفع توسلاتها ونحيبها من توديعهما للأبد بكيت وأنا أقرأ قصة الشابة "باتسي" التي اصبحت الة لافراغ شهوات مالكها وغيرة زوجته منها لتعذبها أشد عذاب تتمنى من بعده الموت، بكيت وبكيت كلما قلبت صفحة انصدمت بحقائق فضيعة عما عايشه الأفارقة من مهانة و مذلة العبودية بين أيدي الرجال البيض، وتوارث مهنة جلد العبيد جيلا بعد جيل، وهو ما وصفه الكاتب عن ابن سيده الأخير وهو في سن السابعة يسير مجموعة من العبيد ويشبعهم ضربا بالسوط كأنهم قطيع من الغنم. طفل في السابعة؟!! من الطبيعي اذن أن يولدوا وقلوبهم تخلو من الرحمة فهم يرونه امرا عاديا ان تعذب روحا تستنجد فقط لانها لم تجني ما يكفي ثم إن القانون يسمح بذلك، وحتى الانجيل الذي تم تحريفه يجيز امتلاك العبيد ويعتبره حقا من حقوق الرجل الابيض.

عندما اسمع عن العبودية كنت اتساءل دوما لم لا يهرب العبيد من أسيادهم؟ لم يقبلون ذلك الظلم كله، لكني بعدما خضت في تفاصيل هذا الكتاب تأكدت أن الأمر مستحيل حقا، فقد وصف سولمون محاولاته للهرب الى الشمال لكنه فشل بسبب منع القانون للعبد الاسود من التجول وحيدا في الطريق، وقد يخضع للاستجواب  من طرف الشرطة لاعادته الى مالكه، وليس هذا فحسب بل حتى سكان الجنوب الامريكي لهم دور في ذلك، يلقون القبض على كل عبد يرونه وحيدا وعندما يتم ارجاعه لمالكه يتلقى اكثر من 500 جلدة كعقاب لمحاولة الهرب، واحيانا يكون هذا العقاب مميتا. لذلك فالتفكير في الهرب حينها كان اشبه بعملية انتحار للرجل الاسود، وهو ما وضحه سولمون نورثب في مذكراته هذه.

في النهاية أنصح محبي الكتب بقراءة هذا الكتاب لانه بالفعل يحكي تاريخ الظلم ويرينا الوجه الأسود للعبودية في امريكا قبل الحرب الاهلية وكيف تم استغلال الافارقة بوحشية لتحسين اقتصاد الجنوب الامريكي باسم القانون والعدالة.

تعليقات